وناتالي لوازو، كاتبة الدولة المكلفة بالشؤون الأوروبية، ومنير المحجوبي، كاتب الدولة المكلف بالشؤون الرقمية. و أعلن تباعا أن غريفو قدم استقالته للرئيس ماكرون في حين تقرر فتح المجال أمام لوازو لترأس قائمة حزب الجمهورية إلى الأمام في الإنتخابات الأوروبية القادمة.
كان من المنتظر أن ينسحب بنجمان غريفو من الحكومة منذ أن أعلن ترشحه لرئاسة بلدية باريس في الإنتخابات البلدية القادمة. و فهم في العاصمة الفرنسية أن «إقالة» منير المحجوبي من منصبه تعني مساندة الإيليزي للناطق الرسمي للحكومة في حملته لخلافة عمدة باريس الحالية آن هيدالغو، خاصة أن المحجوبي ترشح هو الأخر لهذا المنصب مع مجموعة أخرى من الشخصيات المنخرطة في الأغلبية الرئاسية منها العالم سيدريك فيلاني والنائب هيغ رونسون وعضو مجلس الشيوخ جوليان بارجتون.
نحو تحوير تقني
لم تعلن الحكومة الفرنسية إلى حد الآن عن موعد التغيير الحكومي. لكن أوساطا قريبة من القصر الرئاسي أشارت إلى إمكانية تعيين مسؤولين جدد مع بداية الأسبوع القادم بعد رجوع الوزير الأول إدوارد فيليب من زيارته إلى قطر. و حسب المعلومات الأولية لا ترغب الرئاسة في الدخول في تحوير واسع و شامل بسبب انطلاق الحملة الانتخابية الأوروبية و انكباب الإيليزي على تحضير مقترحات إيمانويل ماكرون للشعب الفرنسي بعد نهاية الحوار الوطني الكبير التي تم تنظيمه للرد على مطالب «السترات الصفراء».
الإعلان عن خروج ثلاثة وزراء من الحكومة دفعة واحدة يعني أن مسألة التعويض قد حسمت. لكن لم تعلن الحكومة عن أسماء المرشحين ولا عن موعد التنقيح الوزاري. ويعتقد الملاحظون في باريس أن سوف يكون تقنيا أي بتعيين ثلاثة شخصيات جديدة دون المساس بباقي الكراسي الحكومية. الوجه المرشح لخلافة نتالي لوازو هو مستشار الرئيس ماكرون للشؤون الأوروبية كليمون بون. وهو ملم بالملف و كان قد حرر نص خطاب الرئيس الأخير المتعلق بأوروبا. أما في منصب الناطق الرسمي للحكومة فاسم غبريال عتال أصبح متداولا مع اسم إيمانويل فارغون كاتبة الدولة للشؤون البيئية و التي أدارت الحوار الوطني باستحسان القصر الرئاسي.
أما كريستوف كستنار، وزير الداخلية الحالي، الذي أنهكته أزمة «السترات الصفراء» فهو باق في منصبه بعد أن نجح في إخماد حركة التخريب خلال المظاهرة الأخيرة في باريس و المدن الفرنسية الأخرى. دخول الحكومة في مرحلة الحملة الإنتخابية و الأيام المتبقية من مفاوضات «البريكست» مع بريطانيا العظمى لا تسمح بتغيير عميق علما و أن منصب وزير الداخلية له أهمية قصوى في استتباب الأمن مع إمكانية تقلبات حقيقية في صورة خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي بدون اتفاق. يبقى أن عشر استقالات سجلت إلى حد اليوم من حكومة إدوار فيليب من بينها ثلاثة وزراء دولة هم فرنسوا بايرو ، جيرار كولومب و نيكولا هيلو وهو في حد ذاته سابقة في تاريخ الجمهورية الخامسة. لتعويض المحجوبي الأراء تتجه نحو شخصية نابعة من المجتمع المدني لإضفاء تفتح جديد على فعاليات المجتمع بعد الأزمة الأخيرة.
معركة باريس
غريفو و المحجوبي سوف يدخلان في حملة تصفيات داخلية في حزب الجمهورية إلى الأمام لتعيين مرشح الحزب لرئاسة قائمته في الانتخابات البلدية القادمة لمدينة باريس في موفى شهر جوان القادم. و يعتقد الملاحظون أن المسألة قد تكون حسمت بمساندة ماكرون لبنجمان غريفو الذي هو أحد المقربين للرئيس الفرنسي و الذي يعتبره الحصان الرابح في الصراع على بلدية العاصمة.
منصب عمدة باريس أخذ مع تاريخ الجمهورية الخامسة أهمية قصوى في الخارطة السياسية الفرنسية حيث يقتسم العمدة مع قصر الإيليزي عديد المسؤوليات المتعلقة بالأمن العمومي و حراسة مؤسسات الدولة و استخدام تجهيزات و مؤسسات البلدية و جزء هاما من البروتوكول في مناسبات استقبال الضيوف الأجانب. رئاسة البلدية لا تزال تابعة للحزب الإشتراكي بعد فوزآن هيدالغو بها إثر مغادرة برتران دولانويه منصبه. الفوز في العاصمة يعتبر حلقة هامة في مشروع إعادة انتخاب إيمانويل ماكرون لولاية ثانية. لكن استطلاعات الرأي لا تزال تشير إلى تقدم آن هيدالغو على باقي المرشحين. فهي حصلت على 25% من الأصوات في آخر استطلاع للرأي بعيدا عن كل مرشحي ماكرون. لذلك وجب التحضير بصفة مبكرة لخوض معركة ليست بالهينة.