ترامب يحشد حلفاءه ضدّ طهران: سوريا.. أرض المعركة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران

أكد المبعوث الأمريكي الجديد إلى سوريا جيمس جيفري أنّ ‘’القوّات الأمريكيّة باقية في سوريا،

ليست كقوّة احتلال «وإنّما لتنفيذ ثلاثة أهداف رئيسية’’ ، وتأتي هذه التّصريحات لتزيد من تعقيد المشهد في منطقة الشرق الاوسط وبشكل خاص في سوريا اين تدور صراعات النفوذ بين مختلف القوى الدولية وأدواتها على الميدان. ويرى مُراقبون أنّ التصريحات الأمريكية تزامنت مع اعلان روسيا نيتها تزويد نظام بشار الأسد بصورايخ ‘’اس 300’’ المتطوّرة ، مايعد تهديدا لأمريكا ولحليفتها المُدلّلة ‘’اسرائيل’’ لا فقط في سوريا بل أيضا في الشرق الاوسط عامة . كما يتزامن هذا التاكيد الامريكي مع الحرب المندلعة بين الولايات المتحدة الامريكية من جهة وايران من جهة اخرى علما وان الاراضي السورية باتت بمثابة ارض لهذه المعركة .
وقال جيفري المبعوث الامريكي الى سوريا، في حديث لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، نشرته امس الأربعاء، إن القوات الأمريكية باقية في سوريا، ليست كقوة احتلال «وإنما لتنفيذ ثلاثة أهداف: هي اقتلاع داعش بشكل حاسم وضمان ألا يتكرر ما حدث في عام 2012 حينما خرجت القوات الأمريكية من المنطقة وعاد تنظيم القاعدة إلى الظهور بشكل «داعش» ... ثانيا، إننا نريد المشاركة دبلوماسيا ومن خلال الحلفاء وعسكريا في تحقيق هدف إخراج إيران من سوريا. وثالثا، لتنفيذ عملية سياسية».

إشترك في النسخة الرقمية للمغرب

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

وخلال خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم أمس الاول أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة انتقد ترامب بشكل لاذع إيران ما ادى الى اندلاع حرب كلامية بين الرئيسين الأمريكي والإيراني. فبعد ان طالب الرئيس الامريكي بعزل النظام الإيراني رد الثاني بأن الرئيس الأمريكي يسعى إلى إسقاط النظام الإيراني.
ويرى مراقبون أن خطاب الرئيس الأمريكي زاد من حدّة الخلاف بين طهران وواشنطن خاصة وأنّ ما تضمنه خطاب ترامب يؤكّد أن ساكن البيت الابيض يحاول حشد حلفاءه ضد طهران خاصة وانه دعا إلى اجتماع لمجلس الامن الدولي انعقد امس رغم مخاطر أن يكشف ذلك مدى عزلته في موقفه.
ودعا ترامب «كل الأمم» الى «عزل الديكتاتورية الفاسدة» في طهران وهو مااعتبره متابعون دعوة من امريكا لباقي الدول للحذو حذو سياستها العدائية ضد ايران لمنعها من حيازة السلاح النووي وتحجيم نفوذها في دول الشرق الاوسط ايضا.

مواجهة دائمة
ومنذ تولي الرئيس الامريكي دونالد ترامب الحكم، شهدت منطقة الشرق الاوسط متغيرات ارتبطت اغلبها بدور دول الاقليم في الملفات الساخنة لعل ابرزها الدور الايراني في المعادلة السورية والملف العراقي على حد سواء . اذا لاشك ان السياسة الصدامية التي انتهجتها الادارة البيضاوية الجديدة تجاه ايران كانت مؤشرا على بدء مرحلة جديدة من العداء بين البلدين اللذين لم يمر وقت طويل على تجاوز التوتر بينهما بسبب ملف طهران النووي.
وبدأت المواجهة الحقيقية بين الطرفين بعد الاجراءات التي اقرها الرئيس الامريكي دونالد ترامب ضد ايران منذ توليه الحكم بدءا بحظر دخول مواطنيها الى الولايات المتحدة الأمريكية والدعوة الى تحجيم الدور الذي تلعبه ايران في كل من العراق وسوريا واليمن ،وآخرها انسحاب الولايات المتحدة الامريكية من الاتفاق النووي المثير للجدل والذي يضم ايران والقوى الغربية .

إذ يرى مراقبون ان الادارة الامريكية بدأت منذ وقت طويل حربها ضد ايران عبر ضرب نفوذها المتزايد في مناطق الصراع وخاصة سوريا والعراق واليمن . ويثير هذا النفوذ خشية دول الخليج وإسرائيل وأمريكا على حدّ سواء لما تمثله ايران من خطر داهم يهدّد امن واستقرار هذه الدول.
وتتالت في الاونة الاخيرة تسريبات وتصريحات صادرة عن مسؤولين مقربين من ترامب حول وجود مقترح لإقامة تحالف إقليمي أشبه بحلف «الناتو» تقوده أمريكا بمشاركة عربية، ودعم إسرائيلي، لمواجهة «أعداء مشتركين» منهم إيران وتنظيم «داعش» الإرهابي وفق تقارير اعلامية . ويلقى الاقتراح انقساما كبيرا بين مستبعد لهذه الفرضية ومؤكد لها لما تحمله الخطوة من خطورة على الشرق الاوسط والأمن والسلم الدوليين .

الأبعاد والتداعيات
‏من جهته قال الخبير المختص في الشؤون الاستراتيجية والأمنية سالم العمري لـ«المغرب» انّ «إدارة دونالد ترامب تحاول تشكيل تحالف سني جديد بمساعدة حلفائها السنة في تركيا والسعودية والأردن والأمارات وقطر، وليس بديلا عن الوجوه التي أنشأتها ظروف المرحلة السياسية الحالية ولا السابقة، واشنطن عادت للعراق نهاية عام 2014 لقتال ‹›داعش››، ثم بدأت تخشى من خروجها في مرحلة ما بعد ‹›داعش››، حتى لا يتكرر الخطأ الذي حدث بعد عام 2011، والذي مثل السبب الرئيسي في انحدار العراق امنيا واقتصاديا وسياسيّا››.
‏وأشار الهاشمي الى ان هذا التحالف سيكون بدعم من بعض دول الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة ودول الجوار السني، معتبرا ان الحلف لن يقلق الحكومة العراقية بقدر مايقلق طهران التي تستعد للمجهول وهي تدرك أنها سوف تخسر نفوذها في سوريا واليمن، ولم يبق لها من أوراق للتفاوض عدا ولاء بعض حلفائها في العراق، ولعلها تسارع لشن هجمات إعلامية استباقية لإفشال تلك المساعي، إلا اذا كانت جزءا منها، وهذا صعب جدا مع إدارة ترامب التي تهاجم علانية ايران» على حدّ قوله .
واكد محدّثنا أن «إدارة ترامب تدعو إلى سرعة تشكيل هذا التحالف السني السياسي لاستعادة زمام الأمور من تأثير إيران، وحتى لا تضعف الزعامة السياسية السنية أكثر فأكثر حتى تذوب بما يعرف بالتشيع السياسي او الاستكراد السياسي، وبالتالي تبدأ حرب الهوية التي صنعت لداعش وأخواتها وهي حواضن هددت العالم كله».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115