الذي شنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الصحافة. و اتفقت كل وسائل الإعلام على كتابة نص خاص بها يدافع عن حرية الصحافة و يرد علىاتهامات زائر البيت الأبيض.
قامت مارجوري بريتشارد الصحفية في جريدة «بوستن غلوب» بمبادرة للرد على «الحرب القذرة ضد الصحافة الحرة» التي شنها دونالد ترامب باتهامها بترويج «أخبار زائفة» ضده، خاصة تلك التي تتعلق بدوره المزعوم في ملف «روسيا غايت» المرتبط بالانتخابات الرئاسية الأخيرة. وتجاوبت عشرات الصحف اليومية والأسبوعية مع المبادرة وقررت نشر افتتاحية في نفس اليوم على أن تتصرف كل وسيلة إعلام في محتوى الرد. واعتبرت مارجوري بريتشارد في لقاء مع وكالة الأنباء «أسوشيايتد براس» «إننا لسنا أعداء الشعب» ردا على اتهام الرئيس الأمريكي. وأضافت «أتمنى أن يمكن ذلك القراء من التيقن من أن الهجوم على التنقيح الأول (للدستور الذي يضمن حرية التعبير) غير مقبول. نحن صحافة مستقلة وحرة، وهو أحد المبادئ المقدسة في الدستور».
الصحافة ضد ترامب
العلاقة بين دونالد ترامب والصحافة الأمريكية تأزمت خلال الحملة الإنتخابية الرئاسية التي انقسم فيها قطاع الإعلام بين مساند ومعارض لترشيح الملياردار. وسجل القطاع انحيازا واضحا للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتن في أكثر من 60 % من وسائل الإعلام، وخاصة الكبيرة منها. و تكونت لدى الرئيس الأمريكي فكرة أن الصحافة عدو لأفكاره و توجهاته. و تفاقمت الأزمة مع اندلاع «روسيا غايت» عبر الصحف الأمريكية و التي أظهرت وجود علاقات بين الدوائر القريبة للمرشح الجمهوري والمؤسسات الروسية المتهمة بالتدخل في الحملة ضد المرشحة الديمقراطية لفائدة ترامب.
وكان الرئيس الأمريكي يستعمل مرارا، و بصورة شرسة، فكرة أن الصحافة تنشر «أخبارا زائفة» ونعتها بـ «صحافة الأخبار الزائفة» حتى أن بعض الدول الأوروبية، مثل فرنسا، فكرت في سن قانون ضد «الأخبار الزائفة» لم ير النور أمام الضجة التي أحدثها الخبر. الاتفاق الحاصل بين الصحف الأمريكية على اختلاف مشاربها و توجهاتها للدفاع عن الصحافة الحرة ضد أكبر حاكم في العالم هو طريف من نوعه. ويبرز مدى عمق العلاقة بين النظام الدستوري في دولة القانون وحرية الصحافة. وذلك أنتج في صفوف الصحافيين عزما على مواصلة الدفاع عن الأصوات الحرة و نشر الأخبار التي يريد الحكام إخفاءها.
نشاز بين الصحفيين
لكن بعض وسائل الإعلام المشهورة، ومنها شبكة سي أن أن وجريدة «ذي وال ستريت جورنال»، لم تشارك في التظاهرة. وفسر هذا الأخير موقفه بأن «نشر نفس الإنتقادات ضد ترامب في نفس الوقت ليس بالضرورة أحسن طريقة لتوسيع رقعة القراء بين ناخبي اليمين.» و اعتبر أن «هذه الإستراتيجية تصلح أكثر للسياسة ولا للصحافة».
ومع تكاثر الهجمات من قبل ترامب على الصحافة الأمريكية ومنعه بعض وسائل الإعلام من تغطية المؤتمرات الصحفية للرئيس ومن دخول البيت الأبيض مثل باقي الصحفيين - والذي هو تقليد جمهوري يسري منذ تأسيس الولايات المتحدة الأمريكية – قابل أرتور غراغ سولزبارغر رئيس «نيو يورك تايمز» الرئيس ترامب بداية شهر أوت وأخبره بـ«قلق الصحفيين» وامتعاضهم من التصريحات الرئاسية مذكرا بـ«اللهجة المعادية للصحافة» التي أربكت القطاع وأدخلت الخوف في صفوفه من عزوف القراء عن الصحافة وعن حقهم في إعلام حر ونزيه. لكن، وبالرغم من الموقف الحازم لرئيس «نيو يورك تايمز» المعبر عن إحساس جل الصحفيين، بما في ذلك صحف اليمين التي أخذت تنتقد القرارات و التغريدات الرئاسية على شبكة تويتر، فإن الرئيس ترامب واصل تهجمه على «صحافة الأخبار الزائفة» غير عابئ بتداعيات ذلك الموقف.