مع وجود احتمال كبير لعدم عقدها في التاريخ المقرر لها وهو 12 جوان المقبل . ولئن كان الإعلان عن عقد مثل هذه القمة بين الولايات المتحدة الامريكية وكوريا الشمالية في حد ذاته مفاجئا للعالم اجمع لما تعرفه العلاقات بين البلدين من صدام وتوتر مستمر منذ عقود طويلة بسبب نشاط بيونغ يانغ النووي وقد كان لإعلان ترامب وكيم نيتهما عقد مثل هذا الاجتماع النادر بل وتحديد موعد رسمي له ، تداعيات كبيرة على الصعيد الدولي وأيضا على صعيد اخراج كوريا الشمالية من العزلة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تقبع فيها.
هذا الغموض حول إمكانيّة عدم عقد القمة المرتقبة هو تصريح الرئيس الأمريكي الاخير الذي نوه فيه بجدية كوريا الشمالية مشيرا الى احتمال عدم عقد القمة في الـ 12 من الشهر المقبل، لكنّه في المقابل أشاد بجدية كيم وبأن القمة قد تعقد في موعد آخر. هذا التضارب في التصريحات الأمريكية يأتي بعد ان اكد ترامب في وقت سابق تحديد توقيت ومكان انعقاد اللقاء المثير للجدل والذي من المقرر أن تحتضنه «سنغافورة’’ ، هذا التضارب يأتي في وقت تجري مشاورات ومساع دولية حثيثة بهدف تقريب وجهات النظر بين الطرفين والإبقاء على الموعد المحدّد لها .
في أسباب الغموض
اذ يرى مراقبون أن تأجيل القمة يعني بطريقة غير مباشرة فشلا دوليا كبيرا مع العلم ان الاجتماعات الدولية والمشاورات الماراطونية التي عٌقدت قبيل تحديد موعد رسمي كانت من اكثر الجهود المبذولة على صعيد الدبلوماسية الدولية في الآونة الاخيرة الى جانب مفاوضات الحفاظ على الاتفاق الغربي الايراني بعد انسحاب امريكا.
يشار الى ان الولايات المتحدة الامريكية والمجتمع الدولي بصفة عامة طرح في اوقات عديدة الخيار العسكري ضدّ كوريا الشمالية نظرا لتحديها المستمر للقرارات الدولية واستمرارها في انتاج الصواريخ الباليستية ضمن برنامج نووي كان لسنوات سببا في عزلة دولية لها. ولئن اشاد الرئيس الكوري الشمالي في البداية بعقد هذا اللقاء، فقد هددت كوريا الشمالية بإلغاء
القمة المرتقبة مع ترامب إذا حاولت واشنطن إجبارها على التخلي عن سلاحها النووي من جانب واحد.ويُرجع صناع القرار هذا التراجع الكوري الشمالي الى الاجتماع الثنائي الذي جمع كيم ونظيره الصيني شي جينبينغ الاسبوع المنقضي .
ومن بين الاسباب التي تناقلها الاعلام حول تراجع كيم عن اللقاء يرجع لقلقه من احتمال وقوع انقلاب عسكري عليه أثناء القمة المرتقبة مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.وأشارت صحيفة «واشنطن بوست»، أمس الاول الثلاثاء، نقلا عن مصادر مطلعة إلى أنّ القلق ينتاب كيم من القمة المزمع إجراؤها في 12 جوان المقبل في سنغافورة، لكن القلق ليس بسبب مواجهة ترامب بل لما قد يحدث في وطنه الذي نادرا ما يغادره.
التوترات الداخلية يضاف اليها ايضا احتجاج كوريا الشمالية على تدريبات قتالية جوية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية اثارت غضب بيونغ يانغ ، ورغم ذلك يعوّل ترامب على رئيس كوريا الجنوبية لمساعدته في التعرف على نوايا كيم يونغ اون بشكل واضح قبل الاعلان رسميا عن تأجيل القمة أو الغائها .
بين أمريكا وكوريا الشمالية
ومنذ توليه السلطة في امريكا اولى الرئيس الحالي دونالد ترامب الملف النووي الكوري الشمالي اولوية كبرى اذ بدأ الرّئيس الأمريكي دونالد ترامب جولة اسيوية انذاك في وقت تشهد فيه المنطقة توترات على عدّة أصعدة لعلّ أكثرها أهميّة الصّراع في شبه الجزيرة الكورية والتعنّت الكوري الشّمالي فيما يتعلّق بسباق التسلّح النووي الذي تصر على المضي فيه قدما رغم التهديدات والعقوبات الدولية المفروضة عليها. وكانت جولة ترامب الاسيوية انذاك- والتي امتدت 11 يوما - الاولى منذ توليه الحكم في جانفي المنقضي وهو مايزيد من اهمية الزيارة التي يؤكد مراقبون انها كانت بهدف حشد الدعم الاسيوي ضد بيونغ يانغ .
يشار الى ان التصعيد بين الولايات المتحدة الامريكية وكوريا الشمالية ، ازداد حدّة ووصل حد تهديد بيونغ يانغ بقصف جزيرة امريكية رغم استبعاد اغلب الاراء اندلاع مواجهة مسلحة بين الطرفين نتيجة عدة اسباب استراتيجية وسياسية واقتصادية ايضا.وخلّف هذا الصراع ردود فعل دولية غربية وعربية منددة ومستنكرة للاستهتار الكوري الشمالي ومؤيدين لفرض عقوبات أشدّ عليها .
ومنذ اشهر تستمرّ كوريا الشمالية في القيام بتجارب نووية مستفزة بذلك الولايات المتحدة الأمريكية ومتحدية العقوبات الدولية المفروضة عليها ، ويرى مراقبون ان قمة جوان المقبل تحمل من الاهمية مايجعلها بادرة لحسن النوايا بين كوريا الشمالية من جهة ودول العالم من جهة اخرى ويجعل ايضا من تأجيلها او الغائها رجوعا الى نقطة الصفر في مباحثات النووي الكوري الشمالي.