على الانضمام الى الاتّحاد الأوروبي نتيجة واقعها السياسي والأمني والاقتصادي .
مواقف الدّول الغربية الاخيرة ليست وحدها الدالة على أنّ تركيا فقدت فُرصها بتحقيق حلمها بالانضمام الى القلعة الاوروبية ، إذ شهدت المُفاوضات المتعلقة بذلك عراقيل وصعوبات جمة تارة من الجانب الغربي وتارة أخرى من الجانب التركي ، إلاّ ان مراقبين اكدوا ان هذه التراكمات نجحت في بناء حاجز امام الحلم التركي يصعب تجاوزه في فترة زمنية قصيرة. ويرى متابعون ان عدد الدول التي لاتزال تؤيد انضمام تركيا الى الاتحاد قد تضاءل فقد تبنت معظم الدول الأوروبية كفرنسا وألمانيا موقفا رافضا،إلى جانب اليونان بسبب الخلاف التاريخي بين الدولتين وسيطرة تركيا على قبرص عام 1974، والنزاع بين البلدين، وعدم اقرار تركيا فيما بات يعرف بالمجازر الأرمنية خلال الحرب العالمية الأولى.
علاقات متصدعة
وتشهد العلاقات التركية الغربية تصدعا مستمرا منذ فشل اتفاق استقبال اللاجئين الذي تم توقيعه بين دول الاتحاد الاوروبي وأنقرة من جهة اخرى في مارس 2016 لوقف تدفق اكبر عدد من اللاجئين باتجاه القارة العجوز القادمين من مناطق الصراع سوريا والعراق باتجاه الدول الاوروبية . ومثل اتفاق «اعادة قبول اللاجئين» هدفا مزدوجا لأنقرة والغرب اذ علّقت عليه دول الاتّحاد الأوروبي فرص نجاتها من موجة الهجرة غير المسبوقة التي طرقت أبوابها ، وكان بمثابة الفرصة الذهبية لتركيا الحالمة منذ سنوات طويلة بالانضمام الى دول اوروبا والانضواء تحت لواء اتحادها . إلا ان انقرة والغرب فشلا في الالتزام ببنود الاتفاق نتيجة عدة اعتبارات وخسرت تركيا تبعا لذلك فرصها بدخول الاتحاد . ولطالما اعتبرت منظمات حقوقية دولية أنّ الاتفاق يتعارض مع ماتنصّ عليه قواعد اللجوء الأساسية ، وهو ماكان سببا في انهياره سريعا وفق متابعين. حيث شكّك مراقبون في نجاعة الاتّفاق وإمكانيّة نجاحه في الحدّ من أعداد اللاّجئين ، حيث اعتبر البعض أنّ إغلاق أبواب أوروبا في وجه اللاجئين سيخلق أساليب جديدة في طرق الهجرة المتبعة عبر البحث عن خطط وطرق بديلة وهو ماتم تسجيله بالفعل.
الى جانب ذلك كان للانقلاب الفاشل الذي احبطته السلطات التركية منتصف جويلية 2016 وما تبعه من حملة اعتقالات واسعة النطاق في تركيا طالت صحفيين وأكاديميين وسياسيين ، دور كبير في تنامي الانتقادات الاوروبية لسياسة اردوغان «القمعية» وانتهاكه لحقوق الانسان وهو ما اثار حفيظة تركيا . الغضب الاوروبي عقبه تجميد الاتحاد الاوروبي لمفاوضات دخول انقرة الى صفوف الدول الاعضاء فيه ، وفي المقابل علقت تركيا العمل باتفاق اللاجئين الذي استمر العمل عليه فترة طويلة .
هذا الصدام الغربي مع تركيا بدأت وتيرته تتصاعد في الاونة الاخيرة خصوصا قبيل استفتاء 26 افريل المنقضي الذي نجح اردوغان من خلاله في توسيع صلاحياته. وترى اغلب الدول الاوروبية ان سياسة أردوغان القمعية تتجه نحو مزيد التضخم خاصة بعد نجاحه في الاستفتاء الذي ابدت اغلب الدول الاوروبية عدم رضاها عن نتائجه التي كانت لصالح أردوغان.
ولئن يرى مراقبون ان الازمات الحالية التي تعيشها تركيا مع الدول الغربية لا تعدو عن كونها محاولة اردوغانية لكسب تأييد الجماهير التركية ، إلا ان شقا اخر اعتبر انها غضب اوروبي نجح من خلاله اردوغان في كسب الاصوات لصالحه في الاستفتاء إلا انه ابعده عن تحقيق حلمه بالانضمام الى الاتحاد الاوروبي.