منزل عائلة منفذ الهجوم بعد التعرف عليه من خلال هويته، واعتقلت والده وشقيقه.
ومن الملفت للنظر أن عملية الدهس هذه نفذت أمام ما يعرف باسم قصر المندوب الذي كانت تستخدمه بريطانيا إبان الانتداب البريطاني لفلسطين، وقبل خروج البريطانيين وتسليمه، الذي أصبح مقراً للصليب الأحمر الدولي، ومن ثم مقراً للأمم المتحدة، وبقي كذلك منذ ذلك
الوقت. ونفذ العملية الشاب فادي أحمد حمدان القنبر من جبل المكبر في القدس المحتلة، بشاحنة كبيرة من طراز مرسيدس ألمانية الصنع ثقيلة.
وحاول رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي زار موقع العملية برفقة وزير أمنه افيغدور ليبرمان، ربط منفذها بتنظيم «داعش». لكن عائلة المنفذ، نفت ارتباط ابنها بأي من التنظيمات الفلسطينية أو الخارجية.كما رفضت العائلة المزاعم بانتماء ابنها الى داعش» أو أي جماعة أو تنظيم فلسطيني أو خارجي.
وأعلنت شرطة الاحتلال أنها لم تكن تملك أي معلومات عن نية فلسطينية بتنفيذ عملية فدائية خاصة بعد هدوء ليس بالقليل في القدس خلال الفترة الماضية، اعتبرت خلاله أجهزة سلطات الاحتلال أنها نجحت في قمع الهبة الشعبية الفلسطينية.
قرارات جائرة
وقرر المجلس الوزاري لحكومة الاحتلال اتخاذ سلسلة خطوات عقابية .واتخذ خمسة قرارات عقابية من أبرزها هدم منزل منفذ عملية الدهس فادي أحمد حمدان القنبر، الواقع في حي «جبل المكبر» في مدينة القدس، في أقرب وقت ممكن. واشتملت القرارات أيضا على وقف طلبات لم الشمل (توحيد الأسرة) الخاص بأبناء عائلة منفذ العملية.ويحتاج المقدسيون الذين يتزوجون من فلسطينيين يقطنون بالضفة الغربية أو قطاع غزة إلى تقديم طلبات للم شمل العائلة، حيث يمنع سكان الضفة وغزة من دخول القدس بدون تصريح خاص . وتم ايضا اصدار قرار بمنع تسليم جثمان منفذ العملية إلى عائلته، إضافة إلى اعتقال كل فلسطيني «عبر عن فرحته» بهجوم القدس.
في هذا السياق حطم مستوطنون مساء أمس عددا من المركبات الفلسطينية على طريق نابلس قلقيلية شمال الضفة الغربية بعد ساعات فقط من عملية الدهس.
وقال غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية ان عشرات المستوطنين شاركوا في تحطيم 20 مركبة فلسطينية على الاقل في عملية منظمة على مفترقات الطرق قرب مستوطنة «قدوميم» وقرية عزون ومستوطنة «ايتسهار» ومفرق «جيت». وباركت حركتا حماس والجهاد الإسلامي العملية، وقال الناطق باسم حماس، حازم قاسم، في بيان صحافي إن «العمليات الفدائية المتواصلة في الضفة الغربية والقدس تثبت أن انتفاضة القدس ليست حدثا عابرا، إنما هي قرار الشعب الفلسطيني بالثورة حتى النهاية للحصول على حريته».
واعتبر أن مثل هذه العمليات «تثبت أن كل محاولات الالتفاف على هذه الانتفاضة أو إجهاضها ستفشل في كل مرة»، مؤكدا أن «جرائم الاحتلال من الاعتقالات والقتل على الحواجز وهدم البيوت لن تكسر إرادة الشعب بل ستزيد إصراره على مقاومة الاحتلال».وان العملية «رد طبيعي على جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء الشعب الفلسطيني». وأكد في بيان على تواصل «الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال وجرائمه».