ويرتبط اسم «بانمونجوم» Panmunjeom باتفاق الهدنة الذي تم التوقيع عليه في 27 جويلية 1953 وانهى القتال في الحرب الكورية ..وهي منطقة امنية منزوعة السلاح تقع على بعد 8 كلم من الحدود بين الكوريتين في محافظة «هوانغهاي» الشمالية. ورغم توقيع اتفاق السلام إلا ان البلدين لا يزالان رسميا في حالة حرب ..
وتضم المنطقة على المبنى التاريخي الذي شهد توقيع اتفاق الهدنة بين الكوريتين وايضا النفق الذي استخدمه نظام بيونغ يانغ من اجل ضرب سيول خلال الحرب الاهلية الكورية.
بعد الهدنة في عام 1953 تم ترسيم الحدود بين الدولتين بموجب اتفاق الهدنة ..ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم لم تشهد هذه الحدود اضطرابات او عودة لتبادل اطلاق النار ..لكن الزائر يشعر مع هدوء المكان ، ان هناك حربا باردة لا تزال تحتدم بين الجارتين ..اذ لا يعكر صفو الصمت سوى عجلات المدرعات العسكرية التي تقوم بتمشيط المكان من وقت الى آخر واصوات الزائرين الذين يتهافتون من كل صوب وحدب لزيارة أحد اكثر الاماكن جدلا في العالم..
انقسمت شبه الجزيرة الكورية في عام 1953 اذ نص وقف اطلاق النار على ان تنقسم الى جزأين تفصلهما منطقة منزوعة السلاح. ويبدو ان الانقسام لم يكن فقط امنيا وسياسيا بل اقتصاديا ايضا ،اذ ان هناك تفاوتا كبيرا بين اقتصاديات البلدين، وفي الوقت الذي اصبحت فيه سيول واحدة من اقوى عواصم العالم الاقتصادية وتشهد نهضة تكنولوجية وحضارية لا مثيل لها ، تقبع جارتها الشمالية في ظلام نظام ديكتاتوري يفرض على مواطنيه اطفاء الانوار على الساعة السابعة ليلا وعيش حياة بدائية تفتقد لأبسط مقومات الرفاهية..ويذكر عديد المنشقين عن بيونغ يانغ ان الراديو والتلفزيون ممنوعان على سكان كوريا الشمالية ..
تقول ممثلة مكتب حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة في سيول ان هناك تشكيات من عدم وصول الادوية والمساعدات الانسانية التي ترسلها الامم المتحدة الى كوريا الشمالية وهناك تخوف من ان يكون نظام بيونغ يانغ قد استحوذ على الادوية وصادرها ..كما توضح في حديثها لـ «المغرب» ان هناك انتهاكات عديدة يقوم بها كيم جونغ اينغ تجاه مواطنيه حيث يحرمهم من ابسط مقومات الحياة ..هذا فضلا عن تنفيذ عديد حالات الاعدام ..شنقا امام العموم ..فالكوريون الشماليون يعيشون اليوم خارج دائرة التاريخ . لم يعد يجمعهم بنظرائهم في الجنوب سوى اللغة والهوية والثقافة فهناك شرخ واسع في المستوى الاقتصادي والتعليمي والتطور التكنولوجي بين الكوريتين ..وتؤكد رئيسة المكتب الحقوقي الاممي ان هناك برامج خاصة يعدها مكتب الامم المتحدة لحقوق الانسان لدعم اللاجئين والمنشقين القادمين من كوريا الشمالية حيث يخضعون لتأهيل خاص نفسي ومعنوي ..لينخرطوا في معترك الحياة في الجارة الجنوبية.
من جانبه قدم «سانغ هوا لي» المسؤول في وزارة الخارجية الكورية عرضا تاريخيا لقصة الصراع بين الكوريتين ..وقال انه في الوقت الذي أصبحت سيول واحدة من أقوى عشرين اقتصادا في العالم ويصل مستوى الدخل المحلي الإجمالي إلى 28 إلف دولار سنويا ... تواصل بيونغ يانغ تجاربها النووية حيث أجرت في سبتمبر من العام الجاري خامس تجربة نووية مع إطلاق 24 صاروخا باليستيا في فترة وجيزة..
يشار إلى أنّ بيونغ يانغ لديها أكثر من مليون جندي على الأرض، وسبعة ملايين وسبع مائة ألف في الجيش الاحتياطي. وتمتلك ترسانة من الأسلحة الكيميائية التي تثير قلق المجتمع الدولي.. وقد نجحت في تطوير جنود الكترونيين من اجل استهداف كبرى الشركات الالكترونية وفي مقدمتها تلك التابعة لسيول ..