وكشف ترامب، أن وجهة نظره من ناحية الوضع الحالي في سوريا تختلف عن وجهة نظر الكثير من الآخرين، سواء سياسيين أم رؤساء دول وأن الشأن السوري بالنسبة له ليس كما هو واضح للجميع، وأوضح ترامب أنه يرى ضرورة تأييد كل جبهة تعمل على مكافحة الإرهاب.
وأكد أنه من أهم مؤيدي من يكافح تنظيم «داعش» الذي يريد العالم بأسره أن يتخلص منه، مشيرا إلى أن «سوريا تحارب «داعش»، وأن روسيا دخلت في حلف وثيق مع سوريا، كما تعد إيران أيضا حليفا لسوريا، ونحن (الولايات المتحدة ) نؤيد الآن الثوار السوريين ولكننا لا نفهم من هم هؤلاء. وأوضح ترامب في مقابلته أنه يقف ضد محاربة السلطة السورية، حيث قال «إذا اعتدت الولايات المتحدة على الأسد فسوف يؤدي هذا إلى الصراع مع روسيا».
وفي أول مقابلة تلفزيونية أجرتها معه «وول ستريت جورنال» وتبث اليوم الأحد، أشار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، إلى بعض ملامح سياسته الخارجية، والتي قد لا تختلف كثيرا عما كان يردده خلال حملته الانتخابية للرئاسة. وقال ترامب: «علينا التركيز على محاربة تنظيم «داعش» في سوريا، بدلا من التركيز على الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد»، مضيفا أن «الولايات المتحدة تدعم المتمردين ضد سوريا، دون أن يكون لدينا أي فكرة من هم هؤلاء الناس».
ومضى ترامب يقول: «إن روسيا الآن تقف بالكامل إلى جانب سوريا، كما أن إيران أضحت قوية بسببنا، وهي حليف لسوريا. وإذا ما قمنا بمهاجمة الأسد، فإننا في نهاية المطاف سنبدو وكأننا نحارب روسيا». وأوضح ترامب أنه تلقى رسالة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتن وصفها بأنها «جميلة»، وأن اتصالا هاتفيا جرى بينهما عقب الإعلان عن فوز ترامب بانتخابات الرئاسة الأميركية قبل 4 أيام.وقال ترامب إن لديه «وجهة نظر مختلفة بخصوص الحرب في سوريا»، تخالف تلك السياسة التي اتبعتها إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، التي استندت الى دعم جماعات «المعارضة المعتدلة».
ترامب يبحث تشكيلته الحكومية
هاذ وبدأ الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أكثر مرونة في مواقفه في اليوم الثاني من استشاراته لتشكيل الحكومة وسط تواصل التظاهرات ضده في نهاية الأسبوع.
فبعد ثلاثة ايام على انتخابه رئيسا بدا ثري العقارات كانه يسعى إلى التخفيف من حدة مواقفه في مقابلات صحافية أثناء مشاوراته لتشكيل ادارته، معلنا إمكانية «تعديل» قانون «اوباماكير» للتامين الصحي الصادر في 2010 بعد أن وعد بإلغائه أثناء الحملة.
ويشكل هذا الإعلان واحدا من عدة مفاجآت لدى ترامب التي بدأت بإعلانه تعيين نائبه مايك بنس على رأس فريق انتقالي مكلف اختيار أعضاء الإدارة المقبلة يشمل ثلاثة من أبنائه ومجموعة شخصيات من الطبقة التقليدية في واشنطن.
أتى هذا التغيير وسط استمرار التظاهرات المناهضة لترامب في شوارع مدن كثيرة لليلة الثالثة على التوالي حيث عبر المشاركون عن الخوف من حدوث حملات قمع معادية للأجانب أثناء ولايته.
ويعمل ترامب منذ الجمعة مع فريق حملته الانتخابية في مقر إقامته ومكاتبه في برج ترامب في الجادة الخامسة في نيويورك، لبحث المرحلة الانتقالية التي تسبق توليه السلطة في البيت الأبيض في 20 جانفي المقبل.
ملفات داخلية ودولية
كما عين ترامب في فريق عمله للمرحلة الانتقالية ثلاثة من أبنائه وصهره جاريد كوشنر، إلى جانب مجموعة من الشخصيات المعروفة من الطبقة السياسية التقليدية التي هاجمها بحدة أثناء الحملة، بينهم رئيس الحزب الجمهوري راينس برايبس الذي أشارت التكهنات إلى إمكانية تعيينه كبير موظفي البيت الأبيض.
وبعد لقاء ترامب باوباما في البيت الأبيض الخميس لبحث الفترة الانتقالية قبل تسلم مهامه رسميا في 20 جانفي تطرق الرئيس المنتخب وفق صحيفة «وال ستريت جورنال» إلى مختلف الملفات الداخلية والدولية التي طرحها أثناء حملته، وأثار بعضها جدلا كبيرا.
وأكد ترامب للصحيفة انه قد يكتفي بـ«تعديل» قانون «اوباماكير» للتامين الصحي، رغم توعده بإلغائه أثناء الحملة، مؤكدا أن «اوباماكير» سيخضع للتعديل أو الإلغاء أو الاستبدال».وأوضح الرئيس المنتخب أنّ الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما اقترح عليه أثناء لقائهما الاحتفاظ بعدة أجزاء من القانون الذي أجاز لـ22 مليون أمريكي الحصول على تامين صحي «فقلت له أنني سأدرس هذه المقترحات، وسأفعل ذلك احتراما له».
مقتل متظاهرة في بورتلاند
في الأثناء أعلنت الشرطة، أمس، عن مقتل متظاهرة خلال مواجهات مع متظاهرين ضد فوز الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، في مدينة بورتلاند، كبرى مدن ولاية اوريغون شمالي الولايات المتحدة.
ولليوم الثالث على التوالي، شهدت مدن أمريكية كبرى، مثل ميامي ولوس أنجلوس ونيويورك، تظاهرات واسعة احتجاجا على فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية بالولايات المتحدة.
ففي نيويورك تجمع محتجون في حديقة «واشنطن سكوير» في مانهاتن السفلى، وحمل بعضهم بالونات حمراء ضخمة ولافتات رسمت عليها قلوب وكلمات «جدارك لن يقف في طريقنا»، في إشارة إلى الجدار الذي وعد ترامب ببنائه على الحدود مع المكسيك.وتحدثت قناة «أيه بي سي» عن تجمع 4000 شخص، فيما سار آخرون إلى ساحة «يونيون سكوير» وسط المدينة مع استمرار توافد آخرين إلى محيط برج ترامب.
وأعلنت شرطة نيويورك توقيف 11 شخصا اعتبارا من ليلة الجمعة، بحسب صحيفة «نيويورك تايمز». وتجمع حوالي ألف متظاهر في مسيرة عفوية على جادة بيسكاين في ميامي، رافعين لافتات ضد العنصرية وضد ترحيل المهاجرين خلافا للقانون.
وفي تظاهرة صغيرة بكاليفورنيا نفذت أكثر من 20 امرأة عرضا احتجاجيا وجيزا وسط طريق سريعة إلى جنوب لوس أنجلوس، مما أدى إلى توقف حركة السير. وحمل عدد منهن لافتة تقول «وحدة».