فرنسا: خطابات حادّة في أول مناظرة بين مرشحي اليمين للرئاسة

بدا الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي في موقع دفاعي في مواجهة انتقادات المرشحين الآخرين للانتخابات التمهيدية لليمين في فرنسا، وذلك في أول مناظرة جرت الخميس واكتفى الأوفر حظا بينهم آلان جوبيه بعرض برنامجه خلالها.

وراوحت المناظرة بين تبادل الاتهامات بين المرشحين وعرض مقترحات من قبل المرشحين السبعة وهم ستة رجال وامرأة. واستهدفت الانتقادات خصوصا ساركوزي الذي تولى رئاسة فرنسا من 2007 الى 2012 وخصوصا في قضية الهوية التي تعد أساسية في الحملة اليمينية للرئيس السابق، مؤكدين أنها ليست أولوية لدى الفرنسيين.

مكافحة الإرهاب
وأشار استطلاع للرأي قبل المناظرة إلى أن الفرنسيين ينتظرون من المرشحين التطرق إلى البطالة التي تطال عشرة بالمئة من السكان، ثم مكافحة الإرهاب بعد الاعتداءات الجهادية العديدة منذ 2015، فمسألة الهجرة وأخيرا الهوية (4 بالمئة).
من جهته، تحدث جوبيه الذي يحظى بدعم اليمين المعتدل والوسط عن «الأمل»، مؤكدا ان «فرنسا ستصبح مجددا بلدا عظيما يحلو العيش فيه».
وتنطوي الانتخابات التمهيدية على رهان كبير اذ ان الفائز فيها يتمتع بفرص كبيرة للفوز في الدورة الثانية من الاقتراع الرئاسي في ماي في مواجهة مرشحة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف مارين لوبان، كما تشير استطلاعات الرأي.

اتهامات من الوهلة الأولى
ومنذ اللحظة الأولى للمناظرة، هاجم وزير الميزانية السابق جان فرنسوا كوبيه ساركوزي، معتبرا انه لم ينجز «القطيعة» التي تحدث عنها في حملته الرئاسية في 2007. ورد الرئيس السابق «حكمنا معا»، واعدا بتناوب «حيوي وفوري وملموس».
وعلق وزير الزراعة السابق برونو لومير على الفور قائلا «إذا كنت تريد أن يستمر كل شئ مثلما كان فكل شيء واضح هنا». ورد ساركوزي «كل شخص يمكنه التفكير كما يريد. وإذا كنا جميعنا مرشحين فلأننا لا نملك الأفكار نفسها».
وحول المشاكل القضائية التي يواجهها، أكد ساركوزي انه بريء تماما. وقال ان «ملفي القضائي بعد 37 عاما من الحياة السياسية ناصع». والرئيس السابق متهم في قضيتين منفصلتين تسممان حملته.اما جوبيه الذي أدين في 2004 في قضية وظائف وهمية، فقال «انه إذا كان الفرنسيون «يرون ان خطإي يمنعني من الترشح، فلن يقوموا بانتخابي».
وكادت تغيب عن المناظرة الانتقادات لحكومة الرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند الذي تراجعت شعبيته إلى حد كبير منذ انتخابه في 2012. وسيعلن هولاند في ديسمبر ما اذا كان سيترشح للانتخابات المقبلة.

ملفات مطروحة
في ما يتعلق بسن التقاعد، جميع المرشحين مؤيدون لتمديد سن التقاعد بهدف دفع الاقتصاد الفرنسي. آلان جوبيه ونيكولا ساركوزي اقترحا تمديد سن التقاعد إلى 65 سنة مع حلول 2025 أو 2026.
على العموم كان الجزء الأول من المناظرة مليئا بالأرقام والوعود والجمل التي اعتاد الفرنسيون على سماعها مساء وصباحا.الجزء الثاني من المناظرة كانت أكثر ديناميكية فاعتراه التراشق الكلامي بين المرشحين عند التطرق لقضية النزاهة في السياسة.برونو لومير كان أول من أدخل الحماس والتوتر عندما قال «على أي شخص يريد أن يصبح رئيسا لفرنسا أن يملك سجلا عدليا نظيفا». الرد جاء بسرعة فائقة وقوية من آلان جوبيه فقال «أنا أضع تحت تصرف برونو لومير سجلي العدلي».
ولم يكن تصريح لومير خاليا من نية توتير خصمه، فكان يشير بشكل غير مباشر إلى الحكم الذي أصدره القضاء الفرنسي ضد آلان جوبيه 2004 بالسجن 14 شهرا غير نافذة مع منع الترشح لأي منصب سياسي لمدة سنة، وذلك في إطار قضية الوظائف الوهمية التي طالت بلدية باريس.

لكن جوبيه بهدوئه المعتاد أجاب: «الفرنسيون هم الذين سيختارون في نهاية المطاف مرشحهم. فإذا كانوا يعتقدون بأن الخطأ الذي ارتكبته يستحق إقصائي من السباق الانتخابي، ليس لهم سوى أن يمتنعوا عن التصويت لصالحي.
ساركوزي الذي كان يتابع التراشق الكلامي بين لومير وجوبيه طلب الكلمة ليؤكد أن سجله العدلي نظيف خال من أي حكم قضائي منذ 37 سنة من النشاط السياسي». وقال الرئيس الفرنسي السابق «لا يوجد فرنسي تعرض للتحرش القضائي منذ 5 سنوات مثلي. لو كنت ارتكبت ولو مخالفة صغيرة لما ترشحت للانتخابات التمهيدية».

وفي سياق آخر، تحدث المرشحون السبعة عن قضايا إضافية تشغل بال الفرنسيين على غرار مكانة الإسلام في فرنسا والعلمانية والحرب على الإرهاب إضافة إلى الهجرة. كلهم أكدوا على ضرورة تعزيز قوات الأمن لمجابهة الإرهاب ومحاربة الإسلام السياسي.

هجمات إرهابية جديدة

وفي السياق ذاته حذر الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي من هجومات إرهابية جديد محتملة على فرنسا.وقال ساركوزي ذو الاتجاه المحافظ في مناظرة تلفزيونية أولى أمام ستة من المنافسين له في الانتخابات التمهيدية للرئاسة الفرنسية «ليست المسألة اليوم أن تعلم أن هناك هجوما مقبلا، لكن أن تعلم متى.»

ومن بين المرشحين للانتخابات التمهيدية أيضا عن اليمين الفرنسي رئيس الوزراء الفرنسي السابق ألان جوبيه وأعضاء الجمعية الوطنية ناتالي كوسيوسكو موريزيه، وبرونو لو مير وجان فرانسوا كوبيه نائب رئيس بلدية مو، ورئيس الوزراء الأسبق فرنسوا فيون.
كما شارك في المناظرة مرشح واحد آخر لا ينتمي إلى حزب الجمهوريين، خلافا للمرشحين الستة، هو جان فريدريك بواسون، رئيس الحزب الديمقراطي المسيحي.وبسبب التهديدات الإرهابية، يدعو ساركوزي إلى عملية تأهيل داخل المؤسسات الإصلاحية لمن يعتقد أنهم إسلاميون خطرون بدافع احترازي، حتى وإن لم يقترفوا ما يستدعي عقوبتهم.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115