لتحويل مفاعلات الأبحاث الروسية من العمل باليورانيوم عالي التخصيب إلى اليورانيوم منخفض التخصيب قد ألغي.
وقالت الحكومة الروسية إنها بصدد تعليق اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن التعاون في البحوث العلمية النووية والمتعلقة بالطاقة ردا على واشنطن لفرضها عقوبات على روسيا بسبب أوكرانيا.كما قالت الحكومة إنها ستلغي للأسباب نفسها اتفاقا بين شركة روس أتوم الحكومية للطاقة النووية ووزارة الطاقة الأمريكية بشأن دراسات جدوى لتحويل مفاعلات الأبحاث الروسية من العمل باليورانيوم عالي التخصيب إلى اليورانيوم منخفض التخصيب. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين علق في وقت سابق اتفاقية مع واشنطن بشأن التخلص من مخزونات البلوتونيوم من الدرجة التي تستخدم في صنع أسلحة مما يشير إلى استعداده لاستخدام نزع السلاح النووي كورقة مساومة جديدة في الخلافات مع الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا وسوريا. وقالت الحكومة الروسية على موقعها الالكتروني «التجديد المنتظم للعقوبات على روسيا والتي تشمل تعليق التعاون الروسي الأمريكي في مجال الطاقة النووية يتطلب تبني إجراءات مضادة ضد الجانب الأمريكي.» ويوفر الاتفاق بشأن التعاون في البحوث العلمية النووية والمتعلقة بالطاقة والذي وقع في 2013 الإطار القانوني اللازم لتوسيع العمل بين مختبرات ومعاهد الأبحاث الأمريكية والروسية في التكنولوجيا النووية ومنع الانتشار النووي فضلا عن مجالات أخرى.
وفي واشنطن ذكر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة لم تتلق إخطارا رسميا من روسيا بيد أنه شاهد تقارير إعلامية بشأن تعليق الاتفاقية البحثية.
استفزاز روسي
من جهتها اعتبرت صحيفة «إكسبرس» البريطانية أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يسعى إلى مواجهة شاملة مع حلف شمال الأطلسي «ناتو»، وذلك بعد سلسلة حوادث جوية تمثلت في اقتراب قاذفات روسية من المجال الجوي لدول أوروبية.
واستندت الصحيفة في تقريرها، الذي نشر أمس الخميس، إلى حوادث «تحرش جوي» متفرقة، كان آخرها اقتراب قاذفات روسية، قادرة على حمل صواريخ نووية، من السواحل الأوروبية مما دفع طائرات تابعة للناتو إلى اعتراضها. وقالت «إكسبرس» إن مقاتلات بريطانية ونرويجية وفرنسية وإسبانية اعترضت، قرب اسكتلندا في 22 سبتمبر الماضي، قاذفتي «تو-160»، وهي قاذفات روسية استراتيجية، يطلق عليها حلف شمال الأطلسي اسم «بلاكجاك». واستفاضت الصحيفة في سرد تفاصيل الحادث وآلية الاعتراض وإجبار القاذفتين على العودة إلى روسيا، إلا أنها شددت في المقابل على أن سلاح الجو البريطاني أشار إلى أن الطائرتين لم تخترقا المجال الجوي للمملكة المتحدة في أي وقت. وفي اليوم نفسه، أعلنت وزارة الخارجية الأيسلندية أن ثلاث قاذفات روسية من طراز «تو-160» اقتربت لأكثر من 6 آلاف قدم من طائرة مدنية كانت في طريقها إلى السويد مما شكل خطرا على حياة الركاب، الأمر الذي نفته موسكو بشدة.
وشهدت الأعوام الماضية سلسلة حوادث مماثلة، وسط تصاعد التوتر بين دول الناتو وروسيا بشكل غير مسبوق منذ انتهاء الحرب الباردة عقب انهيار الاتحاد السوفياتي، وذلك على خلفية الأزمة الأوكرانية وضم موسكو للقرم في مارس 2014. وزاد التوتر عقب قرار حلف شمال الأطلسي، خلال قمّة وارسو، زيادة تواجده في بولندا ودول البلطيق ليتوانيا ولاتفيا واستونيا، وهو ما أثار غضب موسكو التي توعدت برد قاس، مما دفع الناتو إلى الرد بأنه لن يسمح لأي اعتداء روسي محتمل.