من ضمن الشخصيات البارزة ّالتي شاركت في لقاء أسيزي الأسقف الأنغليكاني لكنتاربوري الدكتور جوستين ولبي و البطريرك الأرتودكـــسي بارتــولوميــوس القسطنطينية والحاخام الأرجنتيني أبراهام سكوركا ونائب رئيس جامعة الأزهر عباس شوكان. و كان من المفترض أن يشارك حسين العباسي ممثلا للرباعي التونسي الحائز على جائزة نوبل للسلام.
منذ ثلاثين سنة مضت قام البابا يوحنا بولس الثاني بتنظيم لقاء دولي للحوار بين الديانات بنفس المدينة شاركت فيه شخصيات من كل الديانات للعمل على بلورة موقف موحد لخدمة السلام و مناهضة العنف. و ساهم هذا الحدث التاريخي في تغيير التوازنات الدولية و في مقدمتها تحرر البلدان الشرقية من النظام السوفييتي. و ها أن البابا فرنسيس يشارك على خطا يوحنا بولس الثاني في نفس الإستراتيجية الداعمة للسلام.
العنف ليس حقيقة الدين
صدع صوت البابا فرنسيس كعادته منددا بعدم الاكتراث و غض النظر على مآسي الشعوب و النزعة للأنانية. و قال في خطابه أمام المشاركين «لا يمكن أن نتجاهل صيحات الألم من إخواننا وأخواتنا الذين يعانون من الحرب. نحن لا نشاهد الحرب. هنا ينتابنا الخوف من بعض العمليات الإرهابية . لكن ذلك لا يساوي ما يحدث في تلك البلدان، في تلك الأراضي التي تشهد سقوط القنابل ليلا نهارا لتقتل الأطفال و الشيوخ ، الرجال و النساء».
و اعتبر البابا أن مسؤولية الإنسانية هي في استتباب السلم و في العمل على تكريس الأخوة بين الناس بالرغم من اختلافاتهم مكررا عبارة استعملها قبله البابا بندكتوس 16 تقول «العنف ليس حقيقة الدين، بل هو تشويه له يساهم في تحطيمه».
ميثاق أسيزي ضد الإرهاب
و في ختام قمة الحوار بين الديانات تمت المصادقة على «ميثاق أسيزي ضد الإرهاب» الذي وقعه المشاركون و الذي يهدف إلى مقاومة الحركات المتطرفة دينيا بالوسائل الثقافية. وينادي الميثاق إلى تدعيم علاقات الحوار و التآخي مع انخرام الأمن العالمي و انتشار ظاهرة العنف الديني و الإرهاب. و كانت الجهات المنظمة لهذه التظاهرة الدولية حرصت على الخروج بنداء للبشرية جمعاء تجمع الصفوف والكلمة لفائدة الإنسانية في كل مكان كما كان الحال بالنسبة للقمة الأولى «بأسيزي» عام 1986 التي دعا اليها البابا يوحنا بولس الثاني، تولت منظمة سانت إيجيديو الإيطالية للحوار بين الأديان والثقافات تنظيم تظاهرة 2016 بالتعاون مع كنيسة أسيزيي و المجموعة الفرنسيسكانية. وهي ،كما قال الأب إنزو فورتوناتو، فرصة للتذكير أن أول لقاء تاريخي من هذا النوع كان بين القديس فرنسيس دي أسيزي، و السلطان الكامل عام 1219 عندما كان المسيحيون والمسلمون يتقاسمون ويلات الحروب الصليبية. وهي فرصة اليوم، في ظروف تاريخية مختلفة للعمل على استتباب الأمن والسلام في العالم.