للحديث بقية: دروس صبرا وشاتيلا

اكثر من 300 الف قتيل في خمس سنوات من الحرب في سوريا ...هي آخر حصيلة قدمها المرصد السوري لحقوق الانسان تمكن من توثيقها على امتداد 66 شهرا . وسجل المرصد مقتل 14 الف شخص من الموالين للنظام من قوات الدفاع الوطني وكتائب البعث وجيش التحرير الفلسطيني ..

ولعل تزامن صدور التقرير مع مرور الذكرى الـ34 لمجزرة صبرا وشاتيلا ، يعيدنا الى تلك الحرب العبثية التي دارت على ارض الارز وانهكت هذا البلد ودمرته بأيدي ابنائه بسبب ولاءاتهم الخارجية المتداخلة مع عبث الحسابات الاقليمية والدولية ...وكانت ابرز نتائجها مجزرة صبرا وشاتيلا التي ارتكبها الاحتلال الاسرائيلي عام 1982 بمساندة من المجموعات الانعزالية اللبنانية المتمثلة بحزب الكتائب اللبناني وجيش لبنان الجنوبي .

واستمرت الايادي العربية باقتراف الآثام،وازداد الحقد الطائفي والسياسي..فمن قتلوا في سوريا لم يقضوا في عدوان اسرائيلي بل في بركان حرب اهلية طاحنة وقودها الشعب السوري بميليشيات متنوعة سورية وعربية ..
ويبدو ان العرب لم يتعلموا من دروس صبرا وشاتيلا شيئا .. ففي الحروب الاهلية لا منتصر ولا مغلوب ..والوطن هو الضحية الاولى والاخيرة ....34 عاما مرت على صبرا وشاتيلا ونحن نلغي بعضنا بعضا ، نقتل بعضنا بعضا ..نتسابق لوأد الاجيال الجديدة لتجهيلها

، نلهث وراء كتل النار لتفجرنا ..ولا شيء تغير ...

في لبنان اليوم غليان سياسي وانقسام جذري واصطفافات اقليمية وخارجية معقدة ..في سوريا حرب بين الجيش السوري وانصاره وبين فصائل المعارضة بكل اجناسها وتكتلاتها والهدف واحد هو الالغاء والتصفية . في العراق حرب بين الحشد الشعبي الشيعي وبين بقايا حزب البعث يقطف ثمارها الدواعش والارهابيون بالتمدد والتوسع على حساب الوطن والدولة .. في العالم العربي ، تتكرر يوميا مشاهد صبرا وشاتيلا وتل الزعتر وغيرها وذلك في سياق مسلسل التصفيات والمؤامرات الذي لم تنته فصوله بعد طالما ان مجتمعاتنا لا تزال حبلى بالأمراض النفسية والفكرية وتعاني انفصاما فكريا ودينيا ومذهبيا لا ينتج في النهاية سوى ثقافة القتل والحروب والتصفية تحت عناوين وشعارات عديدة اسلاموية ، دينية سياسية وغيرها .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115