واستمرت الايادي العربية باقتراف الآثام،وازداد الحقد الطائفي والسياسي..فمن قتلوا في سوريا لم يقضوا في عدوان اسرائيلي بل في بركان حرب اهلية طاحنة وقودها الشعب السوري بميليشيات متنوعة سورية وعربية ..
ويبدو ان العرب لم يتعلموا من دروس صبرا وشاتيلا شيئا .. ففي الحروب الاهلية لا منتصر ولا مغلوب ..والوطن هو الضحية الاولى والاخيرة ....34 عاما مرت على صبرا وشاتيلا ونحن نلغي بعضنا بعضا ، نقتل بعضنا بعضا ..نتسابق لوأد الاجيال الجديدة لتجهيلها
، نلهث وراء كتل النار لتفجرنا ..ولا شيء تغير ...
في لبنان اليوم غليان سياسي وانقسام جذري واصطفافات اقليمية وخارجية معقدة ..في سوريا حرب بين الجيش السوري وانصاره وبين فصائل المعارضة بكل اجناسها وتكتلاتها والهدف واحد هو الالغاء والتصفية . في العراق حرب بين الحشد الشعبي الشيعي وبين بقايا حزب البعث يقطف ثمارها الدواعش والارهابيون بالتمدد والتوسع على حساب الوطن والدولة .. في العالم العربي ، تتكرر يوميا مشاهد صبرا وشاتيلا وتل الزعتر وغيرها وذلك في سياق مسلسل التصفيات والمؤامرات الذي لم تنته فصوله بعد طالما ان مجتمعاتنا لا تزال حبلى بالأمراض النفسية والفكرية وتعاني انفصاما فكريا ودينيا ومذهبيا لا ينتج في النهاية سوى ثقافة القتل والحروب والتصفية تحت عناوين وشعارات عديدة اسلاموية ، دينية سياسية وغيرها .