انّ فشل المفاوضات السياسية في جنيف، يزيد من تعقيد المشهد العام في سوريا ويضع حاجزا امام نجاح اتفاق وقف إطلاق النار.
ويتعين بموجب الاتفاق على كافة الأطراف تيسير إيصال المساعدات إلى مدينة حلب بعدما بدأ العمل بوقف إطلاق النار يوم 9 سبتمبر الفارط، إلا أن تنفيذ الهدنة يعد شكليا في ظل استمرار تبادل إطلاق النار بين الأطراف المتقاتلة رغم سريان الهدنة .
ولم تعلن الفصائل ولا الجماعات المسلحة الموجودة في سوريا، موقفها الرسمي من هذا الاتفاق نتيجة غياب الثقة بينها وبين قوات النظام وباقي التنظيمات المسلحة الأخرى مما يزيد من فرص فشلها أمام تزايد وتيرة الاقتتال والاشتباكات العنيفة بين الأطراف المتصارعة.
وواجه اتفاق الهدنة الذي تم التوصل اليه بصعوبة بالغة ، عراقيل اهمها التردّد الأمريكي في التوقيع عليه أرجعت أسبابها الولايات المتحدة الأمريكية إلى وجود شكوك لديها حول مدى التزام الجانب الروسي ببنود الاتفاق. وينصّ الاتفاق الذي سيعرض يوم الاربعاء المقبل على أنظار مجلس الأمن ،على وقف إطلاق النار وضمان إيصال المساعدات العالقة على الحدود التركية السورية إلى المدن المحاصرة منذ مايقارب الـ8 أشهر والتي ترزح تحت ظروف إنسانية قاسية .
يشار إلى أن الأزمة السورية المستمرة منذ 6 سنوات خلّفت أكثر من 300 ألف قتيل وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان ، بالإضافة إلى ملايين اللاجئين والمشردين.
احتمالات الفشل
وفي حال نجحت الهدنة واستمرت لأسبوعين، فان روسيا والولايات المتحدة ستبدأ التعاون لضرب التنظيم الإرهابي «داعش» في سوريا عبر تشكيل تعاون عسكري غير مسبوق بين الجانبين رغم تضارب مصالحهما في سوريا ، الاّ أن متابعين للمشهد السوري يستبعدون الوصول إلى هذه الخطوة خصوصا وان الهدنة بدأت ضعيفة واحتمالات فشلها اكبر بكثير من احتمالات صمودها. ويرى متابعون أنّ هشاشة الاتفاق لا تتعلق فحسب بالتنفيذ والالتزام من عدمه بل تطال المضمون أيضا، حيث لم يتطرق إلى وسائل وطرق محاسبة مخالف اتفاق وقف إطلاق النار ولا يشير لا من قريب ولا من بعيد إلى الأطراف الخارجية التي تحارب في سوريا تحت عدة مسميات.
وتعاني سوريا مشهدا سياسيا مضطربا في ظل فشل الأطراف المتصارعة في الجلوس إلى طاولة التفاوض ، علاوة على حرب الميدان بين النظام المدعوم من روسيا وإيران ، والمعارضة المدعومة من أمريكا والتنظيمات المتطرفة الأخرى ، كل هذه التراكمات جعلت من اتفاق الهدنة الأخير فرصة لإخراج البلاد من أزمتها المتفاقمة منذ 2011 .