اللاتي خططن لتفجير في قلب باريس قرب كاتدرالية «نوتر دام». وتعتقد أجهزة المخابرات أنه العقل المدبر لهجمات باريس لشهر نوفمبر 2015 وللعمليات الإرهابية التي تلت.
المراهقون الثلاثة في الخامسة عشر من العمر تم القبض عليهم بمنطقة باريس في أيام متفرقة و لم تعلن الشرطة عن الإيقافات إلا يوم الأربعاء 14 سبتمبر بعد أن أودعت الشاب الثالث السجن. وأعلن مصدر من جهاز التحقيق العدلي أن الموقوفين كانوا «يخططون لهجمة وأعلنوا استعدادهم للمشاركة في عملية إرهابية». ولم تعلن الشرطة إلى حين كتابة هذه الأسطر عن هوية الشبان الثلاثة.
الشاب الذي أوقفته الشرطة يوم الأربعاء، وهو في الخامسة عشر من عمره، كان، حسب الإدارة العامة للأمن الداخلي، على اتصال بالإرهابي الفرنسي رشيد قاسم الذي ينظم بين سوريا والعراق العمليات الإرهابية في فرنسا. و كان قد رشح نفسه للقيام بعملية إرهابية. وليس له ملف أمني يذكر. أما الثاني الذي أوقف يوم الخميس في شمال باريس فهو معروف لدى أجهزة الأمن وهو تحت المراقبة وتم حبسه بتهمة «التحضير لعملية إرهابية: و»المشاركة في عصابة للقيام بأعمال إرهابية». يوم السبت قامت الشرطة بإيقاف شاب ثالث في عمر 15 سنة أيضا كان باتصال مع رشيد قاسم وهو يجهز للقيام بهجمة إرهابية مستعملا سلاحا أبيض.
«عصابة» من اللاجئين
وأعلنت أجهزة الأمن بالتوازي مع الإيقافات الثلاثة إلقاء القبض ليلة الثلاثاء على عصابة متكونة من 5 لاجئين سوريين كانوا يحاولون، في مطعم بالحي اللاتيني بباريس، اقتناء رشاشات كلاشنكوف من مهرب معروف بسعر 600 يورو للرشاش الواحد. وتم ضبطهم وهم يأخذون صورا لكنيسة «ساكري كور» في مونمارتر. وتمت إحالتهم للتحقيق بتهمة تكوين عصابة إجرامية بنية القيام بعمليات إرهابية. ولا يعرف إلى حد الآن هوية الموقوفين وإن كانوا على اتصال بالشبان الموقوفين الثلاثة وبالإرهابي رشيد قاسم.
وقال برنار كازنوف، وزير الداخلية الفرنسي، للصحافة «نحن نعمل بدون هوادة على التثبت في هوية الأشخاص الذين ينوون القيام بعمليات إرهابية وهو في طور المرور إلى تطبيقها» مفسرا أن تنظيم «داعش» الإرهابي أصبح ينتدب شبانا مراهقين. لكن هذه المرة الأولى التي يتم فيها في فر نسا ضبط لاجئين سوريين تسللوا إلى أوروبا ضمن آلاف اللاجئين الذين عبروا البحر الأبيض المتوسط العام الماضي. ومن البديهي أن تتكون لأجهزة الأمن صورة أوضح عن مسالك الإرهاب بعد استنطاق الموقوفين السوريين.
العدو رقم واحد
منذ انطلاق التحقيقات في عمليات 2015 حققت أجهزة الإستخبارات الفرنسية بالتعاون مع المخابرات الأوروبية والأمريكية تقدما في معرفة شبكة الإرهاب التي تضرب أوروبا و فرنسا بالخصوص. وتمكنت أجهزة الأمن من تحقيق عمليات استباقية لإحباط عديد العمليات الإرهابية. وحسب تصريح لوزير الداخلية الفرنسي تم إيقاف 293 شخصا مشتبه في انتمائهم الى شبكات إرهابية. وشددت السلطات المراقبة على الأشخاص الذين ذكرت اسماؤهم في قائمات المراقبة وعددهم ، حسب وزارة الداخلية، يصل إلى 15 ألفا.
وتمكنت أجهزة الاستخبارات من ضبط مكالمات بين فرنسا و سوريا و العراق مكنتها من التعرف على مدبر العمليات الإرهابية التي يشنها تنظيم داعش الارهابي على فرنسا. ويعتقد الأمن الفرنسي أن «العدو رقم واحد» هو رشيد قاسم، فرنسي الجنسية، وعمره 29 عاما. عرف لدى أجهزة الأمن بمشاركته في تجنيد مقاتلين وإرسالهم إلى سوريا والعراق. وهو معروف بصفحته الإلكترونية «تيليغرام» التي يستعملها للتواصل مع المرشحين للجهاد ودعوتهم للقيام بأعمال إرهابية. وثبت للمحققين أن له علاقة بالإرهابيين عادل كرميش وعبد الملك بوتي جون اللذين ذبحا الأب جاك همل في كنيسته. وثبت كذلك أن رشيد قاسم كان باتصال مع العروسي عبد الله الذي قتل الشرطيين في مانيونفيل. أدلة أخرى تحت التحقيق تشير إلى إمكانية أن يكون العقل المدبر لعمليات 2015. وهو ما يجعله يصبح الهدف الأول والأساسي لضربات سلاح الجو الفرنسي في سوريا و العراق.