بعد اكثر من خمس سنوات من الحروب العبثية التي تمخضت عن مقتل وازهاق آلاف الارواح من المدنيين ، وعرّضت بلد عمر المختار الى خطر الدواعش والاطماع الخارجية المختلفة . فالمشهد الليبي اليوم يتجه الى مزيد التأزم مع تصاعد خطر الانقسام ..في ظل وضع امني متدهور وتدني البيانات الاقتصادية الليبية .
وجاءت دعوة مجلس اعيان ليبيا للمصالحة في اطار مؤتمر وطني من المزمع عقده في مدينة نالوت خلال هذا الشهر ، لتعيد الى الواجهة اهمية جلوس الليبيين الى طاولة الحوار بعيدا عن أية تدخلات خارجية..ويؤكد القائمون على المؤتمر انه يهدف الى نشر السلام والوصول إلى تهدئة شاملة، بين مناطق «الغرب والشرق والجنوب». كما اختار القائمون عقده يوم 16 سبتمبر وهو ذكرى استشهاد رمز النضال ورجل ليبيا عمر المختار، ومن المتوقع ان تحضره اطراف من حكومة الانقاذ والحكومة المؤقتة وحكومة الوفاق ورؤساء وأعضاء الاحزاب. وقد مهدت لهذه الخطوة مبادرات سابقة للمصالحة بين بعض المناطق المتنازعة برعاية مجلس القبائل الليبية .
دور القبائل
في هذا السياق ، يوضح الناشط السياسي الليبي وعضو مجلس القبائل الليبية محمد عمر الورفلي لـ «المغرب» ان القبائل والمدن الليبية التي يمثلها حالياً المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية و منذ بداية الأزمة الليبية عام 2011 وهو يدعو إلى الحوار الليبي الليبي وعلى أرض ليبيا بعيدا عن التدخلات الخارجية عربية أو أجنبية، ولفت الى ان المجلس يدعم كل عمل وطني يمثل سيادة و استقلال وحرية الليبيين بعيدا عن التدخلات الخارجية والمؤثرات الداخلية السلبية التي تمثلها المليشيات الإجرامية المسلحة و تنظيمات الرعب المتطرفة. ورأى ان القبائل الليبية هي القوى الفاعلة والحاضنة الطبيعية وأداة إدارة و معالجة الأزمات حال غياب الدولة كما الحال اليوم، و دور القبائل في الحد من الأزمة الإنسانية و الأمنية واضح في العديد من المناطق و المواقف و الأحداث.
اما عن مؤتمر نالوت فيوضح قائلا :« اللقاء المراد عقده في مدينة نالوت بُني على أسس يظهر إنها جيدة ولا تخدم إلا الوطن، فإختيار مدينة نالوت، المدينة التي أظهرت موضوعية عالية في التعامل مع أطراف الأزمة الليبية هو أساس إيجابي، و كذلك التوقيت تزامناً مع تحركات البعثة الدولية في عقد لقاءات و حوارات وآخرها في تونس زعماً أنها جولات حوار تضم الأطراف التي تم تهميشها وإقصاؤها سابقا بشكل رسمي من شبه الدولة بليبيا حين أصدرت قانون العزل السياسي، و كذلك أممياً حين لم تعترض البعثة والأمم المتحدة و لا المجتمع الدولي على قانون جائر مثل ذلك القانون الذي صادر الحقوق و الحريات».
سوء إدارة الأزمة
يرى محدثنا ان الامم المتحدة اساءت ادارة الازمة الليبية وان كل المحاولات الأممية السابقة كانت لدعم حكومة التوافق وتثبيتها . وقال ان هناك اسباب عديدة لفشل البعثة الاممية على رأسها عدم فهم التركيبة الليبية و التعامل مع طرف واحد - حكام ليبيا الجدد - على حساب الأطراف الليبية الأخرى و التي تعتبر هي السواد الأعظم في ليبيا.
واضاف ان توقيت انعقاد مؤتمر نالوت يشير إلى رفض مجلس الأعيان اللعبة التي تديرها بعثة الأمم المتحدة منذ أعوام خمس، و تلك المعالجة زادت من معاناة الشعب الليبي بكل أطيافه مما يدل على سوء إدارة الأزمة الليبية أو سوء نية من يدير الأزمة الليبية. واشار الورفلي الى ان المجتمع الدولي بدأ يتعامل بنهج جديد مع الأزمة الليبية لإرتباطها الوثيق بالأزمة في سوريا ، معتبرا ان الأزمة الليبية مرت بمراحل زمنية كل مرحلة إتسمت بطابعها ومكوناتها، ولكل مرحلة أسرة حتى الساعة على حد قوله.