الاصوات للحزب الديمقراطي في السباق الانتخابي القادم.
• قراءتكم لعملية سرت ضد داعش اين وصلت؟
الحقيقة أن هذه العملية جاءت متأخرة؛ وإن لم يصبح المؤتمر الوطني خارج المعادلة السياسية ما كان ليجتمع الشباب الليبي ضد هذا السرطان ؛ لا أعتقد أن الحرب ضد التيارات الإرهابية في ليبيا ستتوقف لان خلط الأوراق وخلق المبررات لاستمرار الفوضى الأمنية والانقسام السياسي هو من أهم عوامل ازدهار الفكر الإرهابي... الحقيقة التي يجب علينا فهمها هي أن هناك قوات اسلامية ذات اختلاف ايديولوجي مع تنظيم داعش الارهابي وليست أقل منه خطورة على الدولة المدنية وتقاتل ضمن قوات «البنيان المرصوص» مستغلة ظروف المرحلة.
• هل هناك معركة قادمة على النفط بين حفتر وجظران؟
إذا استمرت شرعية حكومة الوفاق واستمر تحالفها مع الجظران فالحرب ستكون بين قبائل الشرق الليبي ( القبائل التى تسيطر على منابع النفط المتحالفة مع قوات الكرامة بقيادة اللواء حفتر وبين ابناء القبائل المسيطرة على منافذ تصدير النفط المتحالفين مع حكومة الوفاق.
• برايكم الى اين ستؤول هذه الحرب ومن هو الرابح والخاسر؟
للحرب حول حقول أو منافذ التصدير تداعيات على الاقتصاد الليبي باعتباره اقتصاد ريعي سيؤدي ذلك الى تفاقم وتأزم الوضع المالي وانخفاض سعر الدينار الليبي أمام العملات الاخرى... هذه الحرب صنفت بأنها الجيل الرابع للحروب وهي حرب لا يوجد فيها رابح بل فيها خسارة لكل اطراف النزاع ، وهي حرب طويلة المدى لأن أطراف النزاع تتم تغذيتهم من خارج حدود الدولة ...
اليوم أصبح الانقسام القبلي واضحا، فعلى الرغم من عدم امتلاك حكومة الوفاق أيا من أنواع الشرعية بالمنطقة الشرقية بالكامل إلا أن القبائل الليبية بالمنطقة الشرقية من الممكن ان تكون طرفا في الصراع حول النفط وموارده فحقول النفط هي تحت سيطرة قبائل تدعم حكومة الثني وترى أن قوات الكرامة هي المؤسسة العسكرية وهناك قوات حرس المنشآت النفطية برئاسة الجظران الموالية لحكومة الوفاق. بمعنى آخر أصبحت أخشى تكرار الصراع التاريخي بين مايعرف بقبادل برقة الحمراء وبين مايعرف بقبادل برقة البيضاء. فشركاء الامس قد يكونون خصم الغد فلا صديق دائم في ظل حرب النفوذ والمصالح.
• وماذا عن الغارات الامريكية على سرت وما تداعياتها على المشهد الليبي؟
التدخل سواء كان لفرض شرعية او لمكافحة الارهاب حتى وان اتخذ شكلا انسانيا يجب ألا يكون من قبل دولة واحدة ولا من قبل دول محدودة العدد بل يجب أن يكون عن طريق المجتمع الدولي. ... التدخل الأمريكي في سرت الغاية السياسية منه إثارة الغرائز البدائية لدى الناخب الأمريكي وحصد أصوات أكبر للحزب الديمقراطي
• كيف تقيمون اداء حكومة فايز السراج؟
اعتقد انه لا توجد إنجازات واقعية لحكومة «الوفاق» حتى نقيم أداءها ليس من الصعب ؛ بل من المستحيل حصولها على ثقة الليبيين، وإصرار الأطراف الدولية على ترسيخها دون العمل على اعتمادها من قبل البرلمان هو ترسيخ للانقسام السياسي.
• ما رأيكم بالدعوات التي اطلقتها حكومة طبرق من اجل وقف ملاحقة سيف الاسلام القذافي ؟
ماتقوم به حكومة عبدالله الثني هو رمي الرماد بالعيون فسيف الإسلام شمله قانون العفو(المسيس) وقد نجحت في ذلك الحكومة والبرلمان في هذه المراوغة ولكن لن يستجيب المجتمع الدولي لندائهم فالجنائية الدولية ستستمر في المطالبة بسيف الإسلام لعدة اعتبارات ... كونه متهما بجرائم من اختصاصها وكون القضاء الليبي غير قادر على إجراء محاكمة عادلة له ؛ وكون العفو الذي أصدرته حكومة الثني جاء دون إظهار الحقيقة وبذلك هو بمثابة طمس للحقيقة وتزوير للتاريح ...