يوم خاص بالنساء المسلمات ترتدين ثياب سباحة «بوركيني» الذي ، حسب المنظمة « يغطي الجسد من الصدر إلى الأرجل» .
جاء الرفض في بيان من عمدة مدينة بان- ميرابو بعد جدل عميق هز المجتمع السياسي و المدني في جهة مرسيليا. و وافقت في مرحلة أولى إدارة الملهى بالسماح بالتظاهرة الخاصة مقابل 15 ألف يورو. لكن حدة الجدل جعل السلطات المحلية تتدخل لمنع التظاهرة معللة قرارها بخشية «المس من النظام العام». و عبرت إدارة المسبح أن اللباس (البوركيني و جلباب السباحة) يمس من حفظ الصحة، علما و أن المسابح العمومية و الخاصة تفرض لباسا معروفا و مقننا و لا تسمح بارتداء الملابس الداخلية أو تلك التي لا تستعمل في المسابح حسب ما هو متداول في فرنسا.
تحول الرأي العام الفرنسي
بعد تكرر الهجمات الإرهابية منذ عام 2015 ،و خاصة بعد مجزرة مدينة «نيس»، لوحظ تغير عميق في الرأي العام تجاه «المسألة الإسلامية». و عبرت بعض الجهات عن «استنكارها للإستفزاز» عند علمها بتنظيم التظاهرة. ما أشعل فتيل الغضب هو نداء منظمات التظاهرة للمشاركات في الجمعية بألا يرتدين «البيكيني». مباشرة عبر نواب من اليمين واليمين المتطرف عن معارضتهم لهذا التوجه. و قامت الجبهة الوطنية و حزب الجمهوريين باتصالات مع بلدية المنطقة للفت النظر. وكتبت جريدة لوفيغارو افتتاحية في هذا الغرض ما جعل العمدة، وهو من أحزاب اليسار، يقدم على منع يوم البوركيني.
في نفس الوقت عبرت سامية غالي عضو مجلس الشيوخ عن استنكارها «للتشهير بالمسلمين و بالإسلام». و دعمت حرية المسلمات في ارتداء ملابس لا يمنعها القانون الفرنسي. و إن رفض الملهى من قبل ارتداء البوركيني في المسبح فإن تسييس الموضوع حوله إلى مسألة انتخابية تتصارع فيها التنظيمات السياسية في الجهة مستغلة المسألة الاسلامية لتلميع صورتها لدى الرأي العام الفرنسي الذي لا يزال يعيش تحت وطأة مجزرة نيس و ذبح الأب همل.
القانون و السياسة
إجراء منع «يوم البوركيني» هو من مشمولات السلطات المحلية. و لكن تعليله لم يقنع كل الملاحظين الفرنسيين. اللباس الطائفي محل النزاع ليس ممنوعا في القانون الفرنسي. وللمسلمات، حسب القانون، حق ارتداء البوركيني الذي يشاهده الزائر في شواطئ فرنسا. لكن رغم ذلك أصبحت المسألة سياسية بحكم تموقع الأحزاب بمناسبة الشروع في الحملات الإنتخابية القادمة. و تريد مختلف التنظيمات السياسية «عدم التخلف» عن قطار التنديد بالإسلام و ممارساته في فرنسا الذي أصبح الأكلة الأكثر رواجا في أوساط اليمين.
و إن لم تقرر بعد السلطات الأمنية منع التظاهرة لإنها في صدد التحقيق في الجمعية المنظمة التي تدعى «أخوات مرسيليا من أجل الترفيه و التضامن» و التي هي جمعية نسائية ، سجلت عام 2015، تديرها نساء اعتنقن الإسلام في جهة مرسيليا. وتضم 200 امرأة مسلمة. و لا تزال الأبحاث سارية في علاقة الجمعية بجهات مشبوهة.