• وانتم تتهيؤون لمغادرة تونس بعد انتهاء مهمتكم الدبلوماسية كيف ترون واقع العلاقات التونسية المصرية وتقييمكم لمسارها منذ انطلاق عملكم قبل سنوات وحتى اليوم؟
اتيت في اوت 2012 بعد ثورتين في ظروف اقليمية متوترة للغاية وظروف داخلية صعبة في كلا البلدين تعرضت طبعا العلاقات الثنائية الى حالات من المد والجزر في عام 2013 ، لكن تم تجاوز هذه الصعوبات بصفة خاصة بعد انتخاب الرئيس الباجي قائد السبسي الذي عاد الى سياسة تونس التقليدية التي اختطها الزعيم بورقيبة وهي عدم التدخل في شؤون الغير واحترام اختيارات الشعوب. لذلك اعتبر ان من اهم ما تحقق هو اتمام زيارة الرئيس التونسي الى القاهرة في العام الماضي واستئناف اعمال اللجنة العليا المشتركة بعد توقف 5 سنين ووقعنا خلالها على 13 اتفاقية . فانا ارى ان العلاقات جيدة جدا والتعاون السياحي زاد بشكل ملحوظ ، وكان لنا امل ان يصل التعاون التجاري الى حدود 500 مليون دولار لكنه الان لا يزال عند حدود الـ 300 مليون دولار وهو دون المستوى المأمول ، وذلك رغم توفر العديد من الاطر القانونية التي تسمح بزيادة التبادل التجاري مثل اتفاقية الدول العربية الكبرى . طبعا هناك ظروف اقليمية صعبة مثل الحرب في ليبيا التي ادت الى توقف مرور الشاحنات بين البلدين وعدم وجود خطوط بحرية منتظمة ، اضافة الى التباطؤ الذي اصاب اقتصاديات تونس ومصر بعد الثورة لكن نأمل ان يشهد العام القادم زيادة ملحوظة في الحركة التجارية بين البلدين.
وعلى المستوى الانساني انا حزين فعلا لمفارقة بلد احببته..بلد جميل وشعب مضياف ولكن اعتبر ان هذه سمة العمل الدبلوماسي فنحن كالجنود نحارب في جميع الجبهات ولكنها كانت تجربة ثرية بالنسبة إليّ، واعتبرها اهم المحطات في حياتي الدبلوماسية.
• ما تقييمكم للتعاون بين البلدين في مجال محاربة الارهاب .. وكيف يمكن تطويره؟
مكافحة الارهاب هي احد الملفات الرئيسية للتعاون بين مصر وتونس ،وهناك عمل يجري على قدم وساق على جميع المستويات مع الاجهزة المعنية لضبط هذه الظاهرة وتبادل المعلومات. فخطر الارهاب يتهدد الحكومات في منطقتنا ويهدف الى تهديد الاقتصاديات الوطنية عبر تنفيذ هجمات ارهابية تستهدف السياحة والمنشآت الحيوية . ومصر وتونس كانتا عرضة لعديد العمليات الارهابية التي ادت الى الاضرار الشديد بقطاع السياحة الذي هو احد مصادر الدخل الرئيسية في كلا البلدين.
• ما موقف مصر مما يحصل في ليبيا وكيف ترون الحل لهذا الملف الشائك؟
نحاول قدر الامكان ان نقف من مسافة واحدة بين الاطراف المتنازعة في ليبيا ونحاول ان ندعم عقد جلسة للبرلمان حتى يتم اقرار حكومة الوفاق الوطني برئاسة السيد فايز السراج . ونعتبر انه يجب على الاخوة الليبيين ان يصلوا الى صيغة لإقرار حكومة الوحدة الوطنية لان خطر الارهاب يتهدد الجميع. والقضاء على هذه الآفة لا يتم الا بانشاء جيش ليبي قوي يخضع لحكومة موحدة وشرطة ليبية واطر قانونية وقضائية لبناء الدولة الليبية الحديثة ،ومصر لا تتوانى عن تقديم كافة المساعدات لليبيين .