ليــــبيا: الولايات المتحدة الأمريكية توجه رسائل بالجملة للأطراف الليبية المؤيدة والرافضة للاتفاق السياسي

أشار العميد محمد الغصري المتحدث باسم غرفة عملية تحرير سرت إلى أن الغارات الأمريكية ضد داعش الارهابي المدينة استهدفت دبابة تابعة للتنظيم الإرهابي وحاويتين للأسلحة والذخيرة. مضيفا تمكن عناصر البنيان المرصوص من القبض على أحد قيادات داعش

الارهابي عندما كان يستعد للهروب بحرا ودون إعطاء أي تفاصيل عن هوية القيادي الداعشي المقبوض عليه.

يشار كذلك إلى ردود أفعال متباينة صدرت على خلفية الغارات الأمريكية التي نفذتها طائرات دون طيار بعد طلب رسمي من المجلس الرئاسي حيث ذهب عدد من الملاحظين بأن تنسيقا جرى منذ أيام لبدء الضربات الأمريكية معللين ذلك بسرعة الاستجابة الأمريكية لطلب التدخل العسكري في سرت دعما للمجلس الرئاسي في حربه على الإرهاب. ويضيف هؤلاء المتابعون بأن الولايات المتحدة أرادت من وراء التدخل بهذه السرعة بعث رسائل عدة أولا للأطراف المعرقلة والتي طالبت خلال الفترة الماضية بإسقاط السراج ومجلسه الرئاسي والإجهاض على آخر ما تبقى من الاتفاق السياسي الهش.

إذن أرادت واشنطن تأكيد التزامها بدعم فريق السراج ومنحه شرعية على الأرض ربما عوضت شرعيته الدستورية التي ماطل مجلس النواب في منحها إليه عبر المصادقة على حكومة الوفاق وتضمين الاتفاق السياسي بالإعلان الدستوري. رسالة أخرى وجهتها الولايات المتحدة لفريق السراج وهي حثّه على التحرك على الأرض واحتواء معارضيه من سياسيين وعسكريين.

وكان الشق المعارض للاتفاق السياسي وخاصة المادة الثامنة منه انتقد بشدة تحدث السراج بصفته كقائد أعلى للجيش الليبي والحال أنه من الجانب القانوني لا يمكنه حمل تلك الصفة والتي هي من مشمولات واختصاص رئيس الدولة وعندما لا يوجد منصب رئيس الدولة مثلما هو الحال في ليبيا الآن تحال صفة القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى رئيس البرلمان وطالما أن رئيس مجلس النواب الحالي ليس منتخبا من الشعب فإنه لا يصدر أي قرار عسكري إلاّ بحضور كافة الأعضاء أو بالنصاب القانوني للبرلمان.

ويؤكد هؤلاء الملاحظون بأن السراج لا يمكنه قانونا ودستورا مطالبة أي طرف أجنبي بالتدخل كما يعيب عدد من المراقبين تعاون المجلس الرئاسي مع جماعات محلية مسلحة.

دوافع الضربات الأمريكية
يجانب الصواب من يذهب لتبرير التدخل الأمريكي ضد داعش الارهابي سرت بخطر التنظيم الارهابي أو قوته إذ أن الولايات المتحدة تدرك أكثر من أي طرف وحتى الليبيين أنفسهم بأن معركة سرت تتجه للحسم لصالح كتائب مصراتة بفضل الدعم الغربي وبسبب افتقار داعش الارهابي للحاضنة الاجتماعية في المدينة التي غادرها 90 ألف من سكانها.

الولايات المتحدة تعلم جيدا تلك الحقائق وكل ما يجري ويدور في ليبيا فطائراتها دون طيار لم تغادر سماء ليبيا منذ 2011 وتحتفظ بعناصر استخباراتها ومجموعات صغيرة من قواتها الخاصة خاصة غرب ليبيا. والسؤال إذن ما هي دوافع هذا التدخل العسكري الجديد والذي سوف يتواصل لقصف دواعش سرت؟

وللإجابة لا بد من العودة للوراء قليلا للتذكير ببيان صادر عن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق والذي....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115