لأول مرة سيكون الناخبون الامريكيون في مواجهة مباشرة مع مبادئهم التحديثية وذلك في عملية الاختيار بين انتخاب امرأة لتكون سيدة البيت الابيض وبين منافسها الجمهوري ترامب بكل ما يحمله من عنصرية تجاه مجتمع المهاجرين .
سيرة ذاتية كبيرة امكنت لهيلاري كلينتون ان تحقق هذا الانجاز .. فهي المرأة صاحبة العزيمة والإرادة والطموح فلم تكتف فقط بمجرد كونها سيدة البيت الابيض وزوجة الرئيس بيل كلينتون عام 1993 بل نجحت لاحقا في تولي حقيبة الخارجية الامريكية..
قال عنها زوجها الرئيس الامريكي السابق انها «صانعة التغييرS..وفي الحقيقة فانه سبق لهيلاري ان تم انتخابها كاول امراة بمجلس شيوخ الدولة عام 2006 لتكسر بذلك هيمنة الرجال على هذا المجلس، وهي تواصل تحديها بكل ما تمتلكه من بعد نظر وقوة تأثير ..تجتاز المراحل والمحطات واحدة تلو الاخرى دون تلكؤ او عجز ..هيلاري التي عودت المتابعين على ان لا تنسحب من المسرح الا لكي تعود اكثر قوة وتأثيرا ، تتهيأ الآن بكل حزم لدخول نادي النساء الرئيسات بل لتصبح اول رئيسة امريكية ..
في فترة توليها وزارة الخارجية شهد العالم ما يسمى ب»ثورات الربيع العربي» وكانت داعمة ومناصرة لهذه الموجة ودافعت عن التدخل العسكري في ليببيا ..وسرعان ما اقرت في تصريحات لها بمسؤوليتها عن الهجوم على القنصلية الامريكية في بنغازي عام 2012 واسفر عن مقتل افراد من القنصلية الامريكية .
ولئن كان صعود ترامب سيعد صفعة لمبادئ التسامح في مجتمع امريكي متعدد . فان انتخاب كلينتون ايضا قد يشكل دعما للحركات الاسلاموية باعتبار ان فترة توليها الخارجية الامريكية شهدت دعما غير مسبوق لصعود الاسلاميين في العالم العربي في اعقاب زلزال الربيع العربي 2011 .
ومهما يكن من امر ومهما كانت نتيجة السباق الذي سيكشف عن كل اسراره في نوفمبر القادم، فان انتخاب رئيس للولايات المتحدة يعد بشكل او بآخر انتخابا لرئيس سيؤثر في سياسات الشرق الاوسط خلال الفترة القادمة.