كوبلر أكد ان توقف نمو ليبيا ورفاه شعبها على استئناف ضخ النفط ،لافتا إلى أن المجلس الرئاسي ومصرف ليبيا المركزي سوف يصبحان عاجزين عن صرف المرتبات، وقد أعلن المبعوث الدّولي عن قدومه إلى راس لانوف قريبا في زيارة ثانية بغرض استكمال خطوات حلّ إشكالية الموانئ النفطيّة. يشار إلى أن المجلس الرئاسي يمر بأزمة مالية خانقة وقد لجأ مؤخرا الى الاقتراض من مصرف ليبيا المركزي بمبلغ مليار ونصف في إطار سلفة لذلك جاءت زيارة كوبلر إلى راس لانوف بحثا عن مصادر تمويل للمجلس الرئاسي.
من جانبه كشف إبراهيم الجظران عن وجود اتفاقية بينه وبين المجلس الرئاسي تهدف الى استئناف ضخ النفط لفائدة المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس، وذكر الجظران أن التوقيع النهائي على تلك الاتفاقية سيكون على هامش جلسات في الغرض براس لانوف تنطلق اليوم السبت لتتواصل إلى يوم الاثنين. وبمجرد انتشار خبر وصول كوبلر إلى الهلال النفطي اجتمع أعيان مناطق الواحات ،ثاني منطقة نفطية في ليبيا ونددوا بالزيارة وتجاوز المبعوث الأممي لمهامه ،وأضاف بيان صادر عن أعيان الواحات أن الجظران لا يمثل إلا مجموعة قليلة حوله ولا يحق له التوقيع على هذه الاتفاقية.
ذات البيان أعاد التذكير بأن الجظران شخص متقلب المواقع والولاءات فهو حينا يدعم مجلس النواب والجيش الوطني برئاسة حفتر، وأحيانا ينقلب فيدعم فجر ليبيا والمجلس الرئاسي وهو عبر مواقفه المتغيرة إنما يبحث عن مكاسب سياسية. كما أنه اتخذ ورقة النفط رهينة لديه للمساومة مع أغلب الحكومات التي تتالت على ليبيا بداية من حكومة علي زيدان إلى حكومة الثني ثم حاليا مع المجلس الرئاسي.
إشكالية تصدير النفط
ظاهريا تبدو خطوة وجهود مارتن كوبلر لحلّ أزمة النفط بريئة ولأجل مصلحة المجلس الرئاسي وليبيا بداية ونهاية ،فخطوة كوبلر تأتي في سياق مهامه وهي دعم ومساعدة الليبيين على تجاوز أزماتهم لكن حينما نعلم وكما يعلم كوبلر نفسه بأنّ الجظران الذي جلس إليه لا حجم ولا ندّ له بالمنطقة الوسطى، وأيضا مدى حساسية مسألة النفط وأنّ صراع المجموعات المسلحة الدائرة الآن هي حول الثروة النفطية، وقتها ندرك أنّ اللعبة أكبر بكثير من مجرد التوقيع على الاتفاقية لفتح الموانئ النفطية بل هي فصول اللعبة والأجندة التي تحيك خيوطها القوى الكبرى التي ينفذ المبعوث الأممي أجندتها .فتفاصيل وفصول اللعبة سوف تؤدي أولا الى بروز احتجاجات شرق ليبيا وربما جنوبها على الاتفاقية. ثانيا صدام مسلح إما بين قوات الجظران وجيش حفتر أو بين البنيان المرصوص وقوات المجلس الرئاسي من جهة وقوات حفتر من جهة ثانية وحينها سيجد ويحصل الغرب على الفرصة التاريخية لإنزال جيوشه على الأرض للفصل بين الأطراف المتحاربة ووضع يده على النفط الليبي.
ويرى ناشطون بالمجتمع المدني شرق ليبيا بأن الجظران هو الذي فتح المجال لما يسمى بسرايا الدفاع عن بنغازي لتمر عبر جنوب أجدابيا نحو بنغازي وأن الجظران أيضا لم تكن لديه الجرأة على وقف وغلق أنابيب الغاز المتجهة إلى إيطاليا لأنه يعرف حجم الرد الأوروبي على هذه الخطوة.
معلوم أن الضبابية والغموض قد طبعا مواقف الدول الكبرى متمثلة في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية على مدى سنوات الأزمة الليبية، ومن هناك كان من البديهيات أن يولد الاتفاق السياسي مشوها تشوبه العيوب وهشا وبإمكان أي طرف تجاوزه وخرقه وانعكس ضعف الاتفاق على المجلس الرئاسي المكون من تسع أعضاء: رئيس بلا صلاحيات و3 أعضاء لهم حق الفيتو هم محمد العماري، أحمد حمزة وعمر الأسود. وبعد حالة التسلل والوهن التي أصابت الاتفاق وحالة الإرباك التي طبعت خطوات المجلس الرئاسي سارع الطامعون في ثروات ليبيا إلى اقتصار المسافة للتدخل العسكري المباشر، وهذا لن يكون إلا من خلال إشعال لهيب الحرب الكبرى بين طرابلس وطبرق على النفط .وقد بحث الغرب طويلا عن الشخص المناسب لتوفير تلك الفرصة الذهبية وفي الأخير وجدوا ضالتهم في شخص آمر حرس المنشآت النفطية.
مستنقع سرت
بحساب الزمن مرت 10 أسابيع على إطلاق رئاسة أركان المجلس الرئاسي لعملية البنيان المرصوص لتحرير سرت من تنظيم «داعش» الإرهابي ففي الخامس من ماي الفارط انطلقت العملية والمتكونة في قواتها بالأساس من كتائب مصراتة. الخطوة جاءت بعد مهاجمة الدواعش بوابة أبو قرين ولئن حققت كتائب مصراتة خلال الأيام الأولى تقدما لافتا وحررت كل المناطق التي ....