خلال ندوة صحفية أقامتها رئيسة الجبهة الوطنية في مقر الحزب بمدينة نانتار ضواحي باريس انتقدت مردود وزير الداخلية و اعتبرت أن «في أي بلد من العالم، وزير له حصيلة مرعبة مثل حصيلة برنار كازنوف، 250 قتيلا في 18 شهرا، كان قد قدم استقالته منذ زمن بعيد».
و أضافت: « نحن نرى رئيس الجمهورية و الوزير الأول و وزير الداخلية يقضون وقتهم في التعليق على الهجمات و القول أنه مستحيل الإفلات منها، وفي نفس الوقت يؤنبون من يبادر بانتقاد ممارساتهم العقيمة و يعطون دروسا للعالم كله بدون أن ينتقدوا أنفسهم». و ختمت قولها بأن الهجوم الإرهابي على «نيس» هو «نتيجة الإيديولوجية القاتلة التي نتركها تترعرع في بلادنا، وهي إيديولوجية الأصولية الإسلامية».
إستراتيجيا لمقاومة الإسلام الراديكالي
يومان بعد الندوة الصحفية قام نائبان عن الجبهة الوطنية بإعلان حزمة من الإجراءات المتمثلة في تقديم مشاريع قوانين للبرلمان تتعلق بمقاومة «خطر الإسلام السياسي» في فرنسا. و جاء في مطلع المطالب «حل إتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا، فرع حركة الإخوان المسلمين، الذي يدير عددا من المساجد و الجمعيات بفرنسا». وهو طلب قدمته مارين لوبان عام 2012 ثم أعادت الكرة عام 2014 بعد أن لاحظت راديكالية الخطاب و تشريك خطباء ، مثل الشيخ يوسف القرضاوي رئيس مجلس الإفتاء و البحوث الإسلامية في أوروبا، و الذي ذكر اسمه في قائمة المطلوبين من منظمة إنتربول العالمية، في مهرجان البورجي الذي ينظم سنويا ويزوره عشرات الآلاف من الإسلاميين الفرنسيين.
مجموعة أخرى من مشاريع القوانين تهم مباشرة الإسلاميين التكفيريين تعلقت بطلب تكوين «لجنة تحقيق في متابعة غلق الجوامع الراديكالية و الجمعيات المتطرفة. ولجنة تحقيق ثانية تهتم بتمويل الإسلام في فرنسا و التثبت من التمويلات الصادرة من بلدان تنشر الإسلام المتطرف وتساند الإرهاب الإسلامي في العالم». كذلك طالب النائبان بسن قانون يكرس «طرد الأجانب الذين تمت إدانتهم في جرائم «مطالبين بعدم تقديم أي سند «للأجانب الذين يهاجمون فرنسا والجمهورية» و منادين بطردهم من الأراضي الفرنسية».
هذه المطالب قديمة في خطاب حزب الجبهة الوطنية المتطرف الذي جعل من قضية الهجرة و الإسلام السياسي أساس خطابه السياسي الموجه الى الطبقات الضعيفة والعاطلين عن العمل ومتساكني الأرياف. و أظهرت نتائج سبر أراء بعد هجمة «نيس» أن الإقبال على الجبهة الوطنية في ارتفاع ملموس و أن خطابها أصاب المرمى. لكن ، في نفس الوقت، تشير نفس الإحصائيات إلى صعوبة أن ....