فالطفل الفلسطيني عبد الله عيسى الذي تناقلت وسائل اعلام امس مشهد فيديو يصور عمليه ذبحه على يد مسلحين تابعين للمعارضة السورية في منطقة حندرات، ليس الا واحدا من ضحايا الجريمة التي تنفذ في سوريا امام اعين العالم ، اين تحصل مجزرة العصر من تقتيل وتجويع وتشريد شعب كامل باسم الديمقراطية وباسم الحرية ، فيما ينتشر الارهاب ، يتغلغل ويتمدد باسم الدين..
فقد ذكر موقع « عنب بلدي» الموالي للمعارضة السورية أن الطفل قبض عليه في حندرات من قبل مجموعة معارضة محلية يطلق عليها اسم «نور الدين الزنكي».
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض ومركزه بريطانيا إن «منطقة حندرات شهدت أحداث عنف شديدة بين المعارضة والقوات الموالية للحكومة السورية الثلاثاء»، مضيفاً أنه «تلقى مقطع فيديو يظهر قطع رأس الطفل».
وبحسب المعلومات المتوافرة يوجد في منطقة حندرات مخيم غير رسمي للاجئين الفلسطينيين في عين التل، يعيش فيه نحو سبعة آلاف شخص، اضطر العديد منهم إلى النزوح.
الطفل عبد الله الذي ذبح صباح اول امس بتهمة القتال في صفوف الجيش السوري هو ضحية جديدة من ضحايا تجنيد الاطفال واستخدامهم ادوات في المعارك العبثية التي تدور بين المعارضة والنظام السوري..
ان الطفل عيسى لم يذبح اول امس ، بل قتل يوم تآمرت دول العالم على سوريا وحضارتها ..يوم سال الدم في درعا ذات صبيحة من مارس قبل خمسة اعوام ..يوم دفنت مطالب الحرية والعدالة والديمقراطية.. ثم قتل مرة اخرى يوم تغلغلت الميليشيات الارهابية الاسلاموية التكفيرية في صفوف الجماعات المقاتلة في سوريا ..واليوم وغدا ستتكرر التراجيديا ..لان الطفل عبد الله عيسى وغيره من اطفال سوريا وفلسطين والعراق وليبيا واليمن الذين رحلوا عن عالمنا ..قتلتهم اشواك حرية لم تكتمل ...وعبث الفوضى ..والى الآن لا تزال الصفقة تطبخ على نار هادئة بين الفاعلين السياسيين في الملف السوري، بين امريكا وحلفائها الخليجيين والاتراك من جهة وروسيا وحلفائها من جهة اخرى .
فقد تتغير المعادلات وتتحقق التسويات السياسية او العسكرية لكن هناك حقيقة لا يمكن ان تتغير وهي ان التاريخ سيجل انه في العصر الواحد والعشرين، في عصر المنظمات الأممية الحقوقية ، قتل طفل اسمه عبد الله عيسى ،ستظل لعنة طعنه تلاحق من بث الفوضى والدمار في الشرق الاوسط في مواسم القتل والإرهاب .