د . دانيال عبد الفتاح الباحث المختص في الشؤون التركية لـ«المغرب»: «أردوغان قام بانقلاب عكسي لصالح سلطته وسلطة حكومته»

شدّد د . دانيال عبد الفتاح الباحث المختص في الشؤون التركية لـ«المغرب» على انّ ماحدث في تركيا هو «تمرد» عسكري في تركيا لم يرق إلى «انقلاب» كامل الجوانب ، مضيفا انّ المتغيرات الأخيرة حملت معها مكاسب كبيرة لأردوغان وحكومته أهمها إحكام

قبضته على مفاصل الدولة عبر سلسلة الاعتقالات والإيقافات التي ينفذها .

• لو تقدمون لنا قراءتكم للعملية الانقلابية الفاشلة في تركيا وإبعادها؟
ماحدث في تركيا أطلق عليه اسم محاولة انقلابية لكن برأيي يمكن تسميته تمرد عسكري في قيادة أركان الجيش، لان الانقلاب العسكري عادة يجب أن يكون من قبل القيادة العليا التي يجب أن تقوم بالعملية لكن ماحصل هو قيام بعض المراتب والقيادات والضباط في سلاح الجو والبر بتمرد على قياداتهم في رئاسة الأركان لذلك احتجزوا القائد العام للجيش ، هذا بالتحديد التوصيف الشكلي للعملية وفي النهاية كانت عملا عسكريا فاشلا .

هذه العملية تؤكد تقارير أنها كانت معلومة لدى السلطة الحاكمة والتي كانت تمتلك معلومات دقيقة حولها ، ومنذ بدايتها يبدو أن الحكومة كانت تراقب وتتابع هذه المجموعة العسكرية وتركت الأمور تسير في مسارها لتصل إلى مرحلة التنفيذ ، ثم بعد إفشال عملية التمرّد بدأت بمعاقبة الضالعين فيها . ماحصل هو تسجيل نقاط ومكاسب لصالح السلطة المدنية في تركيا والحزب الحاكم عبر كسب مايدعم ويقوي موقف الحزب الحاكم والحكومة ويعطيهما المزيد من الذرائع والحجج لضبط تركيا وإعادة رسم هيكلية النظام على أساس تغييره من نظام برلماني إلى رئاسي ،وتمكين حكم رجب طيب أردوغان في السلطة بكل المعايير والتخلص من كافة الخصوم في المؤسّسة العسكرية والمؤسسة الأمنية وفي القضاء وفي كافة مجالات الدولة. يشار إلى أنّ هناك اعتقالات في جهاز القضاء طالت أكثر من 3000 قاض من ضباط وقيادات في الداخلية والأمن . بالتالي يمكن القول أن هناك عملية تطهير لخصوم أردوغان في جميع مناحي القيادة التركية .

طبعا وجهة النظر هذه يجب أن تكون مرفقة بأدلة لأننا قرأنا تسريبات عن تقارير أمنية تتحدث باستمرار عن احتمال قيام ضباط بالتحضير لانقلاب عسكري، إضافة إلى كثافة كبيرة في خطابات أردوغان التي يؤكّد فيها عدم خضوعه للمحاولات الانقلابية كما قال أيضا «لن أكون مثل «عدنان مندرس» لن تتمكنوا من إلحاق الضرر بي» ، هذه الإشارات إضافة الى تقارير غربية وأمريكية كانت تشير إلى هذه الفرضية كما أن هناك دراسة أمريكية أكدت أن احد سيناريوهات التخلص من أردوغان هي فتح الباب أمام ضباط مدعومين من أمريكا للإطاحة به وبحكومته عبر عملية عسكرية. إلا أنّ أردوغان قام بالانقلاب العكسي والذي حققه الآن ويحققه بنجاح منقطع النظير لصالح مستقبله السياسي ولتدعيم سلطته وسلطة حكومته.

• كيف ستكون تداعيات هذه المتغيّرات على الداخل والخارج التركي؟
من أهمّ التّداعيات أنّ تركيا ستخسر كثيرا في مجال حقوق الإنسان من الالتزام بالدستور ودولة القانون سيكون هناك تراجع في كلّ هذه الاتّجاهات التي تؤثّر في الحياة الاقتصادية والسياسيّة والاجتماعيّة لتركيا والّتي كانت سببا في الازدهار الذي عرفته البلاد . في الواقع أردوغان غير ملتزم بالقانون والدستور لكنه سيمتلك ذريعة جديدة لخرقه بحجة الدفاع عن النظام وعلى الديمقراطية في تركيا ، ماحصل تم.....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115