وعاشت تركيا مساء الجمعة حالة من الفوضى العارمة بعد إعلان الجيش –في بيان- عبر التّلفزيون الرّسمي السّيطرة على السّلطة وفرض الأحكام العرفيّة ، وهو مانفاه رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم بعد دقائق معدودة . تطوّرات دعا إثرها الرّئيس رجب طيب أردوغان الأتراك إلى النّزول للشوارع والوقوف في وجه محاولات «التمرّد».لاشكّ في أنّ التطورات الدراماتيكيّة المُتسارعة تثير حزمة من الأسئلة المشروعة حول أسباب فشل الانقلاب وتداعياته على السّياسة التركية الداخليّة والخارجيّة في منطقة تعج بالملفات السّاخنة.
أسباب «الفشل»
في البداية أرجع مراقبون أسباب فشل الانقلاب في تركيا إلى وقوف الشارع التركي المعارضة والقوى السّياسية بمختلف مشاربها خلف الديمقراطيّة في البلاد وتغليبهم مصلحة البلاد على المصالح الضيّقة ،وهذا الموقف من المعارضة التركيّة لا يعني- وفق متابعين- أنّها تساند الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فعلاقة الخلاف بين الجانبين اتسعت رقعتها في الآونة الأخيرة بعد إحكام أردوغان قبضته على السلطات التنفيذية والتشريعية في البلاد وتزايد موجة القمع والاعتقالات ، بالإضافة إلى التوتر الأمني والاقتتال التاريخي بين السلطات وتنظيم «البي كا كا» الكردي المصنف تنظيما إرهابيا . وتنقسم تركيا كغيرها من الدول إلى مناصر للنظام الحاكم ومعارض له إذ يرى مساندو أردوغان فيه «سلطانا» أحدث تحوّلا كبيرا في البلاد خاصة مجال الحداثة والديمقراطية، في حين يعتبره معارضوه قائدا يزداد تسلطا و تعصبا ورافضا لأي انتقادات في حقه عبر قمعه الحريات وتقييدها . كلّ هذه التراكمات يضاف إليها إقالة رئيس الحكومة احمد داوود أوغلو مؤخرا ومحاولة أردوغان إعادة ترتيب البيت الداخلي لحزب العدالة والتنمية التركي الحاكم نتيجة ظهور انشقاقات صلب الحكومة وصلب الحزب الحاكم أيضا مما مثل تهديدا لعرش «أردوغان».
بين الجيش والسلطة
ويرى مراقبون ان ضرورة فهم المشهد التركي وحيثيات «محاولة الانقلاب» في تركيا تستوجب العودة إلى تاريخ العلاقة بين النظام الحاكم في تركيا والجيش ، إذ بدأت المشاكل بين الجانبين نتيجة حزب أردوغان الاسلامي الحاكم «حزب العدالة والتنمية» اتهامات بالسعي لفرض قيم إسلامية على المجتمع ، مما خلق توترا دائما مع الجيش الذي لطالما اعتبر المدافع عن الدولة العلمانية في تركيا. وشهدت تركيا خلال الأشهر الماضية موجة من التفجيرات الدامية نُسب....