يشار إلى أنّ يلديرم قال في تصريحات له امس الاول»أنا متأكد من استئناف علاقاتنا الطبيعية مع سوريا»، وأضاف: «نحن بحاجة إليها، فقد طبعنا علاقاتنا مع إسرائيل وروسيا، وأنا متأكد من عودة العلاقات الطبيعية مع سوريا».
هذا الموقف التركي الجديد وغير المتوقع، أثار استغراب وقلق المعارضة السورية التي لطالما تلقت دعما من الحكومة التركية ، حيث اعتبرته «تخفيفا» من حدة اللهجة التركية ، اذ يرى محللون انّ السياسة التركية الجديدة ليست «آنية» بمعنى أن تطبيقها سيحتاج وقتا طويلا إلاّ انه «واقع» لا محالة رغم سعي أنقرة الى إخفائه والتقليل من أهميته.
ويربط مراقبون التغير في الموقف التركي بالتطورات الأخيرة بدءا بتطبيع العلاقات بين أنقرة وإسرائيل بعد انقطاع العلاقات بين البلدين عقب الهجوم الإسرائيلي على قافلة الحرية التركية، قبل ستة أعوام، وصولا إلى عودة العلاقات بين أنقرة وموسكو، بعد انقطاعها العام الماضي، نتيجة إسقاط الطيران التركي لمقاتلة روسية دخلت المجال الجوي التركي.
كل ذلك فتح الباب أمام التأويلات والقراءات المختلفة حول نية الحكومة التركية تجاوز مرحلة الخلافات الراهنة ،والقطع مع سياسة التوتر ومحاولة الخروج من العزلة الاقتصادية الدولية التي فرضت عليها اثر احتدام خلافاتها مع روسيا.
ويرى متابعون أن الخطوات الأخيرة التي تخطوها تركيا تأتي بهدف تقييم وإعادة بلورة سياستها الداخلية والخارجية، والتي بدأت تنتهجها الحكومة بعد استقالة رئيس الحكومة احمد داوود أوغلو وتردي علاقتها مع روسيا بدرجة أولى ،ومع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي خلال الأشهر الماضية في مرحلة ثانية نتيجة تضارب الاستراتيجيات في سوريا وتفجر أزمة اللاجئين وصعوبة تنفيذ الاتفاق المبرم بين أنقرة والغرب.
ويبقى تغير الموقف التركي من المعادلة السورية ودوافعها وتداعياته على المعادلة في المنطقة الشرق أوسطية، محل قراءات متعدّدة فقد اعتبره البعض خضوعا تركيا للسياسية الروسية في سوريا ، في حين اعتبره آخرون سياسة «مهادنة» تركية لضمان دور لها في تسوية مرتقبة بسوريا.
ضغوطات روسية
من جهته قال الباحث اللبناني المختصّ في الشؤون التركية علي مراد لـ«المغرب» إنّ كل تصريحات المسؤولين الأتراك الأخيرة تشير إلى تبدّل الموقف التّركي تجاه سوريا، وآخرها تصريح رئيس الوزراء التركي الذي أتى ليوضّح الصورة كاملة.
وعن أسباب هذا التغيّر العميق في السّياسة الخارجيّة لتركيا ،أجاب مراد أن لروسيا دورا هاما في بزوغ هذا الموقف الجديد ،علاوة على عوامل أخرى....