للحديث بقية: القارة السمراء و«اسرائيل الكبرى»

واثق الخطى يمشي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو وهو يصافح ويلتقي زعماء وقادة دول حوض النيل في جولة شملت أوغندا وكينيا ورواندا وإثيوبيا . ولم تتوقف شهية اسرائيل عند حد توثيق العلاقات التجارية والاقتصادية مع منطقة ترقد على بحيرات من الثروات المعدنية ..

بل تعداه إلى حد المطالبة بكرسي لدولة الاحتلال في الاتحاد الإفريقي كعضو مراقب ..ومن شأن هذه الخطوة – لو تحققت بالفعل – ان تعتبر صفعة جديدة للعالم العربي المنهك والغارق في فوضاه وحروبه العدمية وبؤسه الطائفي ..فاسرائيل تتغلغل وتوثق مكانتها في هذه القارة الغنية، لتضمن سندا قانونيا وسياسيا هاما يخدم مصالحها في عمليات التصويت بالأمم المتحدة..وسيكون لذلك ارتدادات سلبية على القضية الفلسطينية ..فالفلسطينيون سيخسرون دعم الافارقة الذين لطالما ساندوا قضية التحرر الوطني الفلسطيني وصوتوا لأجل حقوق الشعب الفلسطيني أمام المحافل الدولية. كما ان ارتدادات هذا التغلغل الاسرائيلي ستطال مصر خاصة أن تل أبيب لا تخفي أطماعها في مياه نهر النيل.

لقد أطنبت وسائل الإعلام الإسرائيلي بوصف مآثر هذه الزيارة التي وصفتها « بالتاريخية» وكشفت انها تستهدف تنفيذ خطة من 9 بنود ..لعل أهمها السيطرة على دول منابع النيل «أوغندا وكينيا وإثيوبيا وروندا» اقتصاديا وسياسيا ..
ففي الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل قضم المزيد من المساحات من فلسطين التاريخية وإغراقها بالمستوطنات وصولا إلى تحقيق ما يسمى بـ«إسرائيل الكبرى»، يبقى العرب شهداء على محرقة تقضي على الأخضر واليابس ، ويغرقون بلادهم في حروب أهلية لا طائل منها .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115