بل تعداه إلى حد المطالبة بكرسي لدولة الاحتلال في الاتحاد الإفريقي كعضو مراقب ..ومن شأن هذه الخطوة – لو تحققت بالفعل – ان تعتبر صفعة جديدة للعالم العربي المنهك والغارق في فوضاه وحروبه العدمية وبؤسه الطائفي ..فاسرائيل تتغلغل وتوثق مكانتها في هذه القارة الغنية، لتضمن سندا قانونيا وسياسيا هاما يخدم مصالحها في عمليات التصويت بالأمم المتحدة..وسيكون لذلك ارتدادات سلبية على القضية الفلسطينية ..فالفلسطينيون سيخسرون دعم الافارقة الذين لطالما ساندوا قضية التحرر الوطني الفلسطيني وصوتوا لأجل حقوق الشعب الفلسطيني أمام المحافل الدولية. كما ان ارتدادات هذا التغلغل الاسرائيلي ستطال مصر خاصة أن تل أبيب لا تخفي أطماعها في مياه نهر النيل.
لقد أطنبت وسائل الإعلام الإسرائيلي بوصف مآثر هذه الزيارة التي وصفتها « بالتاريخية» وكشفت انها تستهدف تنفيذ خطة من 9 بنود ..لعل أهمها السيطرة على دول منابع النيل «أوغندا وكينيا وإثيوبيا وروندا» اقتصاديا وسياسيا ..
ففي الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل قضم المزيد من المساحات من فلسطين التاريخية وإغراقها بالمستوطنات وصولا إلى تحقيق ما يسمى بـ«إسرائيل الكبرى»، يبقى العرب شهداء على محرقة تقضي على الأخضر واليابس ، ويغرقون بلادهم في حروب أهلية لا طائل منها .