وجاءت هذه التطورات المتسارعة عقب سلسلة من الهجمات الارهابية ضربت قلب مطار اتاتورك في اسطنبول مخلفة حصيلة كبيرة من الضحايا . وكانت الرئاسة الروسية قد اكدت مطلع الاسبوع ان الرئيس التركي اعتذر بشان اسقاط الطائرة الروسية.
استراتيجيات جديدة
ايام قليلة فصلت بين تطبيع العلاقات بين تركيا واسرائيل وبين الاتصال الهاتفي مع بوتين لتؤكد هذه الاحداث على ان انقرة بصدد تبني استراتيجيات جديدة واعادة بناء تحالفاتها وموازين قواها في المنطقة. ومن شأن هذه المواقف ان تنعكس على الملفات الشائكة في المنطقة والخلافية بين موسكو وانقرة وفي مقدمتها الازمة السورية . اذ اشارت امس مصادر روسية مطلعة الى ان اتجاهات التفكير في أروقة الكرملين تؤكد بان روسيا ستؤيد ترك الرئيس السوري بشار الأسد لمنصبه لكن هذا لن يحدث إلا عندما تصبح على ثقة أن تغيير القيادة لن يؤدي إلى انهيار الحكومة السورية. وتغذي هذه الآراء آمال الغرب في الوصول الى وساطة روسية حول مصير الرئيس السوري عاجلا ام آجلا.
وحقيقة الحال فان معطيات عديدة قد تكون دفعت الرئيس التركي الى قيادة تغيير جوهري في سياسات بلاده الخارجية تجاه سوريا وغيرها . وفي مقدمتها وصول خطر داعش الى عقر دار الاتراك . فليس من مصلحة اردوغان ادخال بلاده في دوامة الارهاب والانفلات الامني بكل ما يحمله ذلك من تداعيات على الوضع السياسي والاقتصادي والسياحي في بلد تعد فيه السياحة شريانا هاما ينعش الاقتصاد لأنها تُدر النقد الأجنبي لخزينة الدولة . والمعلوم ان العقوبات الروسية التي فرضت على انقرة ردا على اسقاط الطائرة الروسية سوخوي 24 من قِبل سلاح الجو التركي ، حرمت البلاد من عائدات السياحة الروسية بعد ان حذرت الخارجية صراحة مواطنيها الروس بعدم التوجه الى....