أردوغان.. السقوط ...

منذ ست سنوات خلت أرسلت تركيا أردوغان جمعا من النشطاء بحرا إلى قطاع غزة في عملية استعراضية كان هدفها المعلن كسر الحصار المفروض على القطاع المنكوب الخاضع لسيطرة حركة حماس. وهاجم الجيش الصهيوني قافلة النشطاء وقتل و جرح و أسر و

روع و عاث فسادا بمحتويات السفن ولم يعر اي اهتمام لأحفاد سلاطين بني عثمان المتجبرين ولا لأردوغانهم «العظيم» وضرب بعلاقاته المتينة معهم عرض الحائط وأهانهم أمام العالم بأسره.

واستشاط الأتراك غضبا و ثارت ثائرتهم و ارعدوا و أزبدوا و توعدوا بني صهيون بالويل والثبور و تعالى صراخهم حتى خلنا أن حربا عالمية ستندلع في الأفق. وخرج صدرهم الأعظم يومها ليضع ثلاثة شروط لاستئناف علاقات بلاده التاريخية مع الكيان الصهيوني وهي الإعتذار العلني عن الهجوم، والتعويض للضحايا، و... رفع الحصار عن قطاع غزة.. نعم هكذا و بكل ثقة بالنفس طالب الأردوغان الصهاينة برفع الحصار عن غزة واعتقد السواد الأعظم من البسطاء والعامة في العالمين العربي والإسلامي في صدق نواياه.

و مرت سنوات على الحدث الذي حظي باهتمام عالمي كبير في حينه، و لم يتزحزح الصهاينة قيد أنملة في موقفهم، وأصروا على عدم الرضوخ وأمعنوا في مزيد إذلال الشعب الفلسطيني و إحكام الخناق على جزء هام منه في تلك المساحة الضيقة. ورضخ في النهاية المتشبه بالسلطان سليم الأول وهاهو يوقع على اتفاق لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، أو إعادة إحيائها، دون أن يرفع الحصار عن غزة، التي يبدو أن المطالبة بفك أسرها كانت مطية أردوغانية لمزيد التغلغل في الأوساط الجماهيرية العربية لتحقيق المنافع لبلاده وأمته التركية لا غير.

لقد أحاطت جماهير الحركات الإخوانية ومنها جماهير حركة النهضة في تونس أردوغانها بهالة عجيبة وصلت إلى حد المبالغة حتى خاله البعض نبيا مرسلا من السماء، أو هو المهدي المنتظر مخلص الأمة من قرون انحطاطها. وطبلوا وهللوا له و نسبوا له بقصد أو بدونه كل ما تحقق في تركيا من إنجازات، بنفس المنطق الذي اعتبروا من خلاله الستين سنة التي سبقت حكمهم لتونس سنوات فساد واستبداد، ويدرك القاصي والداني و من زار تركيا قبل قدوم أردوغان أن نهضة هذا البلد العلماني هي مراكمة لإنجازات زعماء أتراك تداولوا على حكم البلاد منذ إعلانها دولة مستقلة بداية العشرينيات من القرن الماضي زمن زعيمها المؤسس مصطفى كمال أتاتورك.

فهل آن الأوان لأن يخلع أردوغان ثوبه الديني الإخواني الذي تدثر به على امتداد سنوات «الربيع العبري» ويكف عن التظاهر بالدفاع عن.....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115