انتماءها مجددا وتمسكها بالجسر الذي يوصلها بالاتحاد الاوروبي .
المؤيديون للانفصال رفعوا رايات الخوف من تدفق المهاجرين المارين عبر الوجهة الاوروبية من بلدان الحروب والدمار المشتعلة في الشرق الاوسط ، فجل الاحزاب اليمينية في هذا البلد مثل حزب المحافظين وحزب «الاستقلال و«بريطانيا أولا» و«الجبهة الوطنية» و«الحزب الديمقراطي» وغيرها قد بدأت منذ فترة حملة قوية لدفع الناخبين للتصويت لصالح الانسحاب. في حين حذر المعارضون من عواقب وخيمة لهذا القرار ستظهر اولى تبعاته في المجال الاقتصادي البريطاني ويتوقع ان تكون له تداعيات سيئة أيضا على الاقتصاد العالمي . اذ اشار تقرير لصندوق النقد الدولي الشهر الماضي، الى أن التصويت على مغادرة الاتحاد الأوروبي سيخلق الشكوك حول طبيعة العلاقة الاقتصادية طويلة الأجل في المملكة المتحدة مع الاتحاد الأوروبي وبقية دول العالم، وسيقود إلى ظهور تقلبات في الأسواق المالية وخلق حالة من الشك وعدم اليقين.
وبدأت بالفعل المفوضية الاوروبية تستعد لكل السيناريوهات الممكنة للانفصال وجهزت خطة « طوارئ» للتصدي للفرضيات الاسوأ .
وتجدر الاشارة الى ان انفصال بريطانيا عن الاتحاد الاوروبي سيحصل بشكل تدريجي وفق ما تنص عليه المادة 50 من معاهدة الاتحاد الاوروبي . وبحسب خبراء فان مفاوضات الانسحاب ستستغرق حوالي سنتين، تستمر خلالها حركة التجارة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي بشكلها المعتاد. وبلغة الارقام فان المنافع التي تجنيها بريطانيا من دخولها سوق الاتحاد الاوروبي تقدر بـ 62 و78 مليار جنيه استريليني سنوياً بحسب الارقام الرسمية.
ان التصويت الذي شارك فيه امس حوالي 46 مليون بريطاني هو استفتاء تاريخي ومفصلي على هوية هذا البلد وانتمائه ومدى ارتباطه بالضفة الاوروبية وازماتها .
وتتقاطع في هذا الاستفتاء ايضا قضايا الهجرة ، التعصب، الاسلاموفوبيا ، الازمات المالية ، التشتت، دعوات الانفصال وغيرها من الملفات التي تصبغ القرن الحادي والعشرين ..والسؤال الاكثر الحاحا اليوم هو هل ستنبذ بريطانيا مهاجريها الذين باتوا يمثلون شريحة هامة داخل نسيجها المجتمعي؟.