في محاولة للتقدم والوصول إلى بحيرة الفرات وطريق الرقة -حلب، والتي أصبح يفصلها عنها نحو40 كلم، لذلك فإن الهدف الرئيسي للجيش السوري من الوصول إلى طريق الرقة -حلب، وبحيرة الفرات، هو محاصرة تنظيم «داعش» وأدواته في محافظة حلب من عدة جهات خاصة الحدود مع تركيا من جهة الشمال.
وفي محاولة تنظيم «داعش» استغلال العاصفة الغبارية التي حدثت قبل يومين، لينفذ عملية التفاف من زكية بريف الرقة الغربي باتجاه مواقع القوات السورية المتمركزة في محيط البلدة التي تعد أكبر معاقل التنظيم، فقد تمكن الجيش السوري سحق جميع عناصر هذه المجموعة الملتفة، في حين يستكمل الجيش السوري وحلفاؤه العمليات الميدانية تمهيداً لدخول ‘زكية’ التي باتت تعد ساقطة تكتيكيا، بعد تمكن الجيش السوري من قطع كافة طرق الإمداد الواصلة إليها بسيطرته على كامل التلال المشرفة على البلدة والمعروفة باسم تلال أبو الزين.
وعلى صعيد متصل يحاول تنظيم ‘داعش’ الارهابي إيجاد مجموعة تتألف من أكثر من 100 داعشي فقد الاتصال بها بعد تحركها من مناطق ريف حمص الشرقي نحو المثلث الصحراوي الواقع بين محافظات «حماة - الرقة - حلب»، في خطوة كان الهدف منها المشاركة في صد تقدم الجيش السوري نحو الرقة أكبر معاقل هذا التنظيم، في هذا الإطار أكد جان إيف لودريان وزير الدفاع الفرنسي أن تنظيم داعش سيهزم عسكرياً وسيتم القضاء عليه بأسرع وقت ممكن، وقال لودريان على هامش حفل تقديم كتابه الذي جاء بعنوان من هو العدو؟، في باريس»ما زلت مقتنعا بأن الأمر سيكون صعبا، ولكن أقولها للمرة الأولى إن «داعش» يتراجع وسيهزم».
مع إستكمال المرحلة الأولى في معركة تحرير مدينة الرقة، والتي بدأت منذ عدة أيام والاستعداد للمرحلة النهائية والحاسمة، يمكن القول، أن ثمة مساراً جديدا ستدخله سوريا باتجاه إنهاء وجود تنظيم «داعش» في البلاد، بعد أن ظل يهيمن على مساحات شاسعة في أنحاء مختلفة من دول المنطقة، والمؤكد أن الانتصار في معركة الرقة التي تعتبر معقل «داعش» سيشكل البداية الحقيقية لطرد مقاتلي «داعش» من محافظة الرقة والمنطقة بأكملها.
على أي حال فإن النجاح في استعادة السيطرة على مدينة الرقة، سيشكل انتكاسة كبيرة لتنظيم «داعش» الارهابي سواء على الصعيد العسكري والإستراتيجي أو المعنوي، لاسيما أنها كانت أول مدينة سورية تسقط في يده وظلت خاضعة لقبضته أطول فترة.
اليوم لا يجني الإرهاب سوى الهزيمة النكراء و ضرب جذوره في مختلف المناطق وخاصة مدينة الرقة وهروب عناصره منها ، لذلك لا بد من ضرورة الاستفادة من النقمة الواسعة بين أهالي الرقة جراء الممارسات الإرهابية والتعسفية لعصابات «داعش» الإرهابية طيلة فترة احتلاله لهذه المدينة.
مجملاً....ستتغلب سوريا على الإرهاب، لذلك يبدو الموقف الأمريكي متراجعا جداً، وتبدو تركيا والسعودية في مأزق كبير، فهي لا تعرف إن كانت تستمر في أفعالها أو تتراجع عن دعمها للمجموعات المتشددة،لذلك فإن الأمور متجهة نحو الحسم النهائي للمعركة، وبالتالي فإن بعض الدول ولاسيما تركيا ستكون في قمة الإحراج، وعليها أن تبحث عن فرصة للخروج من المأزق، لذلك فأن الأسابيع القليلة القادمة ستكون حاسمة في كل ما يتعلق بالقتال في سوريا.
د. خيام الزعبي