أوبئة وفيروسات وانهيار المنظومة الصحية العالمية: الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر .. العالـم أمام تحديات صحية جديدة

تتعالى يوما بعد يوم الأصوات المحذرة من الرهانات الصحية التي يواجهها العالم اليوم، إذ دقت المنظمات الدولية ناقوس الخطر أمام تنامي التحديات الاقتصادية

والسياسية والأهم من ذلك التحديات الصحية التي أدخلت البشرية منذ العام 2019 في سباق ضدّ الأوبئة والفيروسات . وفي سياق المخاوف المتزايدة من الأوضاع الصحية في العالم حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في رسالة بمناسبة اليوم الدولي للتأهب للأوبئة، جميع الدول على التضامن مع جهود الأمم المتحدة لضمان أنّ العالم مجهز ومستعد لمواجهة التحديات الصحية القادمة .
وتتزامن هذه التحذيرات الجدية الصادرة عن الأمم المتحدة أمس مع اليوم الدولي للتأهب للأوبئة والذي يتم الاحتفال به في 27 ديسمبر من كل عام لرفع الوعي وزيادة التوعية حول الأوبئة والتأهب لاستقبالها، والمشاركة في مواجهتها.
وقال غوتيريش في رسالته إنه «قبل ثلاث سنوات من هذا الشهر، تم اكتشاف الفيروس المسبب لكوفيد-19 للمرة الأولى»، بحسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة.وأكد أن «التكاليف التي تكبدها العالم جراء ذلك كانت كارثية، إذ فقدت ملايين الأرواح ومرض مئات الملايين من الأشخاص، وتحطمت الاقتصادات، وتعرضت الأنظمة الصحية للضغط، فضلا عن خسارة تريليونات الدولارات» .
وأشار إلى أن «التقدم نحو أهداف التنمية المستدامة خرج عن مساره، وغالبا ما تم ترك الدول النامية لتتدبر أمورها بنفسها، لتحرم بشكل مخزٍ من اللقاحات أو الاختبارات أو العلاجات التي تحتاجها لحماية شعوبها».
وأكد غوتيريش أنّ كوفيد -19 لن يكون آخر وباء أو جائحة تواجهه البشرية ، وأضاف: «بصفتنا مجتمعا عالميا، يجب الانتباه إلى الدروس القاسية من كوفيد-19، وأن نقوم باستثمارات جريئة في التأهب للوباء والوقاية منه والاستجابة له’’.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة: «نحن بحاجة إلى مراقبة أفضل لاكتشاف ورصد الفيروسات التي قد تكون وبائية. نحن بحاجة إلى أنظمة صحية أكثر مرونة مدعومة بالتغطية الصحية الشاملة. ونحتاج إلى قوة عاملة صحية جيدة التدريب ومجهزة جيدا وذات أجر جيد».كما أكد غوتيريش أيضا «الحاجة إلى الوصول العادل إلى اللقاحات والعلاجات والتشخيصات والتكنولوجيا المنقذة للحياة لجميع البلدان، فضلا عن ضرورة مكافحة بلاء المعلومات المضللة والعلوم الزائفة من خلال العلم والمعلومات القائمة على الحقائق» .
ومنذ بداية تفشيه بشكل مخيف في العالم ، استحوذ وباء ‘’كورونا ‘’ وسبل مجابهته على اهتمامات المجتمع الدولي وكان الحاضر الأبرز على كل الاجتماعات الدولية .إذ نجح هذا الوباء في تهميش الملفات الدولية الأخرى ليشحذ العالم بكل توجهاته لكافة جهوده في مواجهة هذا الطارئ الصحي الخطير الذي ‘’يتهدد البشرية’’ وفق ما أكدته الأمم المتحدة .
تحديات جديدة
ومع انتشار هذا الفيروس في أغلب دول عديدة العالم،سعت الحكومات بكل إمكانيتها الاقتصادية والسياسية لوضع سياسة ناجعة للحد من أضراره البالغة على إقتصاداتها. ولئن ينتظر العالم مرحلة أكثر خطورة ما بعد هذا الوباء ، على الصعيد الإقتصادي ، فإنّ الأكثر أهمية اليوم هو تجاوز هذه المرحلة الحساسة خاصة وأنّ العالم بات يشهد اليوم ظهور عدد جديد من الأمراض والفيروسات والأوبئة المستجدة والتي ستزيد من الضغوطات على الحكومات وعلى المنظومات الصحية المنهارة بسبب تكاليف مجابهة وباء كوفيد 19 الباهظة .
ففي إطار خطط الحكومات للحد من انتشار هذا الفيروس تعطلت الحياة العامة في اغلب دول العالم وألغيت خطط السفر وأغلقت المدارس وفرض على أغلب سكان العالم الحظر الصحي الشامل وتوقفت عجلة الاقتصاد الدولي، كل هذه الإجراءات خلقت شللا اقتصاديا بالغا ستظهر تداعيات بعد نجاح العالم في تخطي هذه المرحلة من التهديدات المتزايدة.
ولطالما مثلت الفجوات المتعلقة بالتأهّب لمواجهة الجوائح بين دول العالم عاملا مؤرقا للحكومات إذ تعاني المنظومات الصحية للدول الفقيرة والنامية من أوضاع كارثية زادها انتشار الوباء سوءا في غياب استجابة دولية كافية لدعم هذه الدول. ورغم أن وباء كوفيد ساهم في تكاتف العالم دون حسابات أو مصالح لمكافحة هذا الطارئ الصحي الذي وضع لأنظمة الصحية العالمية في محك اختبار كبير لم تتعرض له سابقا.فرغم الانفتاح والعولمة والتغيرات المعاصرة التي عرفها العالم ،تتسابق كل الدول لتطوير لقاح يوقف امتداد هذا الوباء وتهديده للبشرية،فبعد أن كانت الإشكاليات تنحصر في صراعات وحروب تقليدية باتت اليوم الحروب صحية بالأساس.
أرقام وإحصائيات
ويرى مراقبون أنّ المخاوف اليوم تتعلق بالفيروسات والجوائح الجديدة التي قد يواجهها العالم في السنوات المقبلة ، إذ تتعالى الأصوات الدوليّة المحذّرة من عدم قدرة بعض الدول التي تعيش أوضاعا اقتصادية وسياسية وصحيّة وحروبا على مجابهة هذه التكاليف الباهظة والإضافية.
ووفق آخر إحصائيات نشرت ، ذكرت جامعة «جونز هوبكنز» الأمريكية ، أن حصيلة الإصابات المؤكدة بفيروس «كورونا» المستجد (كوفيد-19) حول العالم ارتفعت إلى 657 مليونا و147 ألفا و870 حالة.
وأفادت الجامعة - في أحدث إحصائية نشرتها عبر موقعها الإلكتروني - بأن إجمالي الوفيات جراء الإصابة بالفيروس التاجي حول العالم ارتفع إلى 6 ملايين و678 ألفا و700 حالة.وأوضحت أن الولايات المتحدة سجلت أكبر عدد من حالات الإصابة حول العالم، والتي بلغت أكثر من 100.3 مليون حالة، في حين تجاوزت حصيلة الهند 44.6 مليون إصابة؛ لتحتل المرتبة الثانية، تليها البرازيل بأكثر من 36 مليون إصابة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115