على جائزة نوبل للسلام لسنة 2014 ملالا يوسفزي والتي دفعت ثمن توقها للتعلم رصاصة استقرت في رأسها . وكأن قدر الأفغانيات ان يواجهن نفس مصير ملالا وهن في ظل حكم طالبان الذي لا يعترف بالتعليم أو بالحقوق المتساوية للنساء والفتيات .
وقد تزايدت الإدانات الأممية بعد قرار طالبان منع النساء والفتيات من الالتحاق بالجامعات، ودعت أسرة الأمم المتحدة، سلطات الأمر الواقع في أفغانستان إلى إلغاء القرار على الفور، كما حثت الأممُ المتحدة على إعادة فتح المدارس الثانوية للفتيات وإنهاء جميع التدابير التي تمنع النساء والفتيات من المشاركة الكاملة في الحياة العامة. كما أصدرت كل من السعودية وقطر والإمارات والبحرين ومنظمة التعاون الإسلامي، بيانا دعت فيه حكومة تصريف الأعمال الأفغانية التي تديرها حركة «طالبان»، إلى التراجع عن قرار منع الفتيات من حق التعليم الجامعي.
وقد دعت المملكة أفغانستان، إلى «التراجع عن هذا القرار الذي يثير الاستغراب في جميع الدول الإسلامية، ويتنافى مع إعطاء المرأة الأفغانية حقوقها الشرعية الكاملة، وعلى رأسها حق التعليم».
بدوره، قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، إن قرار طالبان «يثير الفزع الشديد والقلق»، داعيا «سلطات كابل إلى التراجع عنه».
وكان المتحدث باسم وزارة التعليم العالي الأفغاني ضياء الله هاشمي، قد طالب رسميا الجامعات العامة والخاصة بحظر التعليم على النساء.
وقال هاشمي إن «النساء ممنوعات من التعليم في الجامعات الخاصة والعامة في أفغانستان بأثر فوري وحتى إشعار آخر».
وفي الحقيقة لم يكن قرار طالبان مفاجئا بالنظر الى الفكر المتشدد الذي يطبع هذه الحركة . فمنع النساء من الالتحاق بالجامعات ليس سوى جزء آخر من استمرار سياسات طالبان التمييزية ضد النساء ، وهو الوجه الآخر الحقيقي لطالبان .
وكانت طالبان قد منعت الفتيات من الالتحاق بالمدارس الثانوية كما وقيّدت حرية النساء والفتيات في الحركة، واستبعدت النساء من معظم المهن، وحظرت على النساء استخدام الحدائق، وصالات الألعاب الرياضية. وسيكون لذلك تأثير مدمر على المجتمع الأفغاني وسيعرض أفغانستان لمزيد العزلة في عصر العولمة والتقدم والتطور العلمي والتكنولوجي والصحي والإنساني العالمي...
هذا وقد غُيبّت افغانستان طوال الاحتلال الأمريكي عن خريطة العالم واليوم يقدر لها ان تعيش ظلاما آخر مع طالبان ...فهل تحتاج أفغانستان الى مالالا أخرى لتنهض بالثورة الأفغانية وتقول لا في وجه رصاص الخوف والرعب والتقهقر الإنساني في زمن طالبان؟ .