تلقي بثقلها على الأمن الغذائي في العالم بشكل عام وفي الأماكن الهشة وبؤر التوتر بشكل خاص . وتعد قارة افريقيا الأكثر تعرضا لهذه الانعكاسات. وبحسب تقرير صدر عن الأمم المتحدة فإن عدد من يعانون للحصول على القدر الكافي من الغذاء في غرب ووسط أفريقيا من المتوقع أن يصل إلى أعلى مستوياته على الإطلاق عند 48 مليونا بحلول منتصف 2023.
ووفقا لدراسة تحليلية أجراها تحالف وكالات تابعة للأمم المتحدة فإن نحو 35 مليون شخص، أي حوالي 8 بالمئة ممن شملهم التقييم، يعانون من «انعدام الأمن الغذائي» في أنحاء المنطقة. وتوصف هذه الأزمة التي تمر بها عديد الدول الافريقية بأنها الأكثر تعقيدا في تاريخ القارة .
وتجتمع عوامل عديدة تؤدي الى تزايد الفقر وانعدام الغذاء مثل التوترات القبلية والحروب الأهلية علما ان مالي وبوركينا فاسو ونيجيريا التي تخوض معارك ضد حركات تمرد متطرفة تعرف أعلى مستويات الجوع في القارة. وبحسب التقرير فان 20 بالمئة من السكان يعانون من سوء التغذية في شمال بوركينا فاسو.
وفي مناطق أخرى يحصل سوء التغذية بسبب تداعيات التغيرات المناخية ومواسم الفيضانات التي تزداد سوءا في تشاد ونيجيريا .
وقال فيدريكو دوينرت المستشار الإقليمي بالبرنامج «جزء كبير من المناطق التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي هي أماكن تشهد تدهورا في الوضع الأمني، وخصوصا منذ العام الماضي، وكان لهذا أثره على عمل السوق وأرزاق الناس وقدرتهم على الوصول للخدمات الاجتماعية الأساسية».
وسبق ان حذرت قمة المناخ المنعقدة في شرم الشيخ مؤخرا من تداعيات التغيرات المناخية على الأمن الغذائي في الدول الأكثر هشاشة والتي تدفع دوما ثمن طموحات وأطماع الدول الصناعية الكبرى الباحثة عن نمو اقتصادي سريع دون ادنى مراعاة للتداعيات التي يمكن ان يتركها التلوث البيئي الصناعي وهو ما جعل عديد المناطق تعيش خطر الفيضانات التي يقتل خلالها المئات اما جوعا او بسبب الغرق .