القمة الافريقية الأمريكية ..هل تغير الولايات المتحدة سياساتها تجاه افريقيا والمنطقة

تحت شعار «تعزيز الراوبط والثقافات والمستقبل المشترك» انعقد المنتدى الافريقي الأمريكي على هامش القمة الافريقية الامريكية، وقد تعهد خلاله الرئيس الأمريكي بايدن

بتعزيز الاستثمارات في أفريقيا، مؤكدا ان الرخاء أساسي وجوهري من أجل مستقبل أفضل لإفريقيا. وشدد على ضرورة التعامل مع الأزمات الاقتصادية وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وإفريقيا جزء من الحلول المأمولة.
وقد حاول الرئيس الأمريكي خلال كلمته ابراز أهمية تعزيز الروابط وقال أمام المنتدى الأمريكي الإفريقي وقال: «عندما كنت عضوًا في مجلس الشيوخ الأمريكي، خدمت باللجنة الفرعية للشؤون الأفريقية، وزرت الكثير من الدول الأفريقية، وعندما كنت نائبًا للرئيس أوباما استضفنا القمة الأولى الأمريكية ومنها منتدى الأعمال ووجدنا الطاقة الكبيرة التي يمكن أن نعززها إذا عملنا سويًا.
وأضاف جو بايدن» نعزز روابطنا ليس لخلق التزامات سياسية وإنما لنحفز النجاحات المشتركة، فإذا نجحت أفريقيا تنجح كذلك أمريكا والعالم بأسره، لقد تغير الكثير حول العالم ومازلنا نواجه جائحة كورونا الفتاكة، وأرسلت أمريكا 231 مليون لقاح إلى أفريقيا، وسنستمر في بناء المنظومات الصحية». ولعل السؤال الأهم الذي يطرح نفسه هو مالذي تغير اليوم في السياسات الامريكية تجاه افريقيا والمنطقة وهل بات طريق الاستثمارات الاقتصادية بديلا للحروب بالوكالة التي خاضتها ولا تزال الولايات المتحدة على اكثر من جبهة ؟
تدخلات عسكرية
يقول المحلل السياسي السوري د. خيام الزعبي لـ«المغرب» انه على مدى سنوات طويلة تدخلت أمريكا عسكرياً في مناطق كثيرة وبحجج واهية، وإرتكبت خلال ذلك جرائم عديدة لم تتم محاسبتها عليها، بل على العكس من ذلك استمرت في تزكية نيران الصراعات المسلحة في منطقتنا، والهدف حماية مصالحها والسيطرة المطلقة على المنطقة مستخدمة سلاح التهديد بفرض العقوبات على الدول التي تعارضها ولا تخضع لإملاءاتها وسياساتها.
وأضاف: «فهي تحرض دول الخليج على الحرب مع ايران، وتدعم أوكرانيا في الحرب ضد روسيا كما تدعم تايوان تمهيدا للحرب ضد الصين، كما تبنت قيام تنظيم داعش الإرهابي في إطار الرهان على أكذوبة الشرق الأوسط الجديد تحت رايات الإسلام السياسي الموالي لأمريكا، كما حرضت الشيعة على السنة في المنطقة وقسمت العالم العربي إلى مسلمين وغير مسلمين وقدمت الدعم والسلاح والمال للمجموعات الإرهابية في أكثر من مكان، فضلاً عن استخدام الاكراد في نهب ثروات الشمال السوري.
إعادة ترتيب للمنطقة
واعتبر محدثنا ان أمريكا تربعت فوق عرش الفائزين بمليارات الدولارات من خزائننا، ناهيك عن الدماء التي تهدر في معظم الدول العربية كسورية والعراق واليمن، كما أن صناعة السلاح بأمريكا خلال هذه الفترة شهدت إزدهاراً غير مسبوق، وأن أسهم مصانع سلاحها الكبرى لم تزل في إرتفاع بفضل المعارك التي تشهدها منطقتنا العربية، وبذلك تعتبر واشنطن بأن السلاح الأمريكي هو سفيرها الخفي الذي يعمل من خلف الستار على توثيق العلاقات مع الدول الأخرى أو مع حركات انفصالية تدين مستقبلاً بالولاء والتبعية لها.»
واكد الزعبي إن ما جرى في المنطقة وما يزال هو مصلحة أمريكية إسرائيلية بالدرجة الأولى وإعادة ترتيب جديد للمنطقة، فالظاهرة الاستعمارية هي المسؤول الأول والأخير عن معاناة الشعوب العربية التي اتبعت سياسات تعسفية لاستغلال خيراتها وثرواتها وما زالت هذه المخططات سارية المفعول.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115