في خضم رهانات عديدة تواجه العلاقات بين واشنطن والعواصم الافريقية . وقد وجّه الرئيس الأمريكي جو بايدن دعوة إلى 49 من القادة الافارقة لحضور القمة الإفريقية الأمريكية في واشنطن . وستكون القمة، أكبر تجمع أمريكي إفريقي في واشنطن العاصمة ، وهي الثانية بعد القمة التي استضافها الرئيس السابق باراك أوباما في عام 2014. هذا وقد تمت دعوة رئيس الجمهورية قيس سعيد للمشاركة في القمة .
وقالت الرئاسة التونسية في بيان نشرته فجر امس إن زيارة سعيد «جاءت إثر دعوة من الرئيس جو بايدن، للمشاركة في الدورة الثانية لقمة قادة الولايات المتحدة وإفريقيا التي ستنعقد بواشنطن».
وتأتي هذه القمة بعد اختتام فعاليات القمة الصينية العربية الأولى من نوعها في العاصمة السعودية الرياض وسط تقارب ملحوظ بين الصين والشركاء الخليجيين والعرب . فهل ستنجح قمة واشنطن في التقريب بين الدول الافريقية والولايات المتحدة ؟
استراتيجية أمريكية متجددة
في جويلية الماضي أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عزمه استضافة عدد من قادة الدول الإفريقية بواشنطن، وأوضح البيت الأبيض في بيان لاحق أن القمة ستعقد في الفترة من 13 إلى 15 ديسمبر 2022.
وأشار بايدن إلى أن «القمة ستظهر التزام الولايات المتحدة تجاه إفريقيا، وستساعد في تعزيز المشاركة الاقتصادية الجديدة، والالتزام المشترك تجاه الديمقراطية وحقوق الإنسان».
ويبدو ان أولى اهداف القمة هو العمل على تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة وإفريقيا وإبراز التزام واشنطن تجاه القارة الإفريقية. وقالت المساعدة الخاصة للرئيس الأمريكي إن بايدن استخدم ثلاثة معايير لدعوة الحكومات الأفريقية إلى القمة، وهي الدول التي لم يعلق الاتحاد الأفريقي عضويتها، والدول التي تعترف بها حكومة الولايات المتحدة ، والدول التي تتبادل معها السفراء.
وبحسب الخارجية الأمريكية فان القمة تركز على دفع الأولويات المشتركة وتعزيز العلاقات الأقوى بين الولايات المتحدة وإفريقيا، وهي تمثل فرصة لتعزيز تركيز إدارة بايدن على التجارة والاستثمار في إفريقيا، وتسليط الضوء على التزام أمريكا بأمن إفريقيا ، وتطورها الديمقراطي، وشعوبها، وكذلك التأكيد على عمق واتساع التزام الولايات المتحدة تجاه القارة الإفريقية.
فأفريقيا اليوم هي حجر الزاوية في خضم التحولات والرهانات الدولية في سياق ظرف عالمي الصعب تفاقم مع تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية وما تمخض عنها من أزمة اقتصادية عالمية وتضخم غير مسبوق مسّ اكبر الاقتصاديات العالمية .
ويأتي هذا التهافت الصيني والامريكي على افريقيا كاعتراف بالأهمية التي تتمتع بها القارة السمراء في المحيط الدولي والعالمي ، نظرا لما تحتويه من ثروات طبيعية هائلة وكفاءات بشرية ومساحات شاسعة وموقع استراتيجي يثير لعاب كبار اللاعبين الدوليين .
وجاءت القمة بعد إطلاق الاستراتيجية الأمريكية الجديدة لأفريقيا جنوب الصحراء في 8 أوت الماضي ويرى محللون انها بمثابة رد على القمة الصينية الأفريقية الاستثنائية حول التضامن لمكافحة كورونا في جوان 2020.
أولويات القمة
وتركز القمة الراهنة على 9 أولويات وهي المشاركة الاقتصادية، والسلام، والأمن والحكم، والديمقراطية، وحقوق الإنسان والحكم، والصحة العالمية، والأمن الغذائي، وتغير المناخ، وإشراك المغتربين، والتعليم والقيادة الشبابية، وإعلاء الأصوات الإفريقية في المحافل الدولية.
فهل سيساهم اليوم هذا الحضور اللافت للقادة الافارقة في وانشطن في اعلاء الموقع الافريقي في ظل التحديات العالمية الراهنة والمتعددة؟ خاصة ان واشنطن في صراعها التقليدي مع الدب الروسي او العملاق الصيني تطمح لزيادة تنويع شراكاتها العالمية والافريقية وبناء تحالفات جديدة بعيدا عن التحالفات التقليدية مع أوروبا .
وسبق لنائب مساعد وزير الخارجية لمكتب الشؤون الإفريقية بوزارة الخارجية الأمريكية، روبرت سكوت إن صرح ان «الولايات المتحدة تعلم أنه في معظم التحديات والفرص العاجلة التي نواجهها، ستحدث إفريقيا الفرق ولا يمكننا تحقيق أهدافنا حول العالم بدون قيادة الحكومات والمؤسسات والمواطنين الأفارقة».
وأشار إلى أن القضايا التي تؤثر على العالم، بشكل عام، سيتم حلها من قبل الأفارقة، علاوة على ذلك، هناك عنصر إضافي للقمة، حيث سيكون هناك منتدى مدني وتجاري أمريكي - إفريقي يدعم علاقات الجانبين
اذ سيعقد على هامش القمة منتدى الأعمال الأمريكي الأفريقي يوم غد الأربعاء، بمشاركة قادة الأعمال والحكومات ويهدف لتعزيز الشراكات المتبادلة ودفع النمو الشامل والمستدام.
تنطلق اليوم بمشاركة 49 رئيس دولة وحكومة أفريقية: القمة الإفريقية الأمريكية في واشنطن وأبرز الرهانات والتحديات
- بقلم روعة قاسم
- 10:39 13/12/2022
- 1146 عدد المشاهدات
تنطلق اليوم فعاليات القمة الأمريكية الافريقية الثانية التي تستضيفها العاصمة الأمريكية واشنطن والتي ستتواصل حتى يوم 15 ديسمبر الحالي ذلك