مجدداً مع ما تطرحه تلك المستجدات من علامات استفهام حول قدرة إسرائيل ‘ الليبرالية ‘ ومؤسساتها علي استيعاب اليمين المتطرف !؟ وهل لدي نتنياهو القدرة على كبح جماح الطموح السياسي لقادة اليمين المتطرف ؟
وتذهب تقديرات الباحثين السياسيين إلي أن حالة التهميش التي عاني منها كوادر تيار الصهيونية الدينية من جانب النخبة السياسية الإسرائيلية دفع باتجاه زيادة تطرف ذلك التيار ورفضه للواقع السياسي الذي لا يحقق - في إدراكهم - الأهداف الدينية التوراتية وللحداثة التي يتسم بها الواقع الاجتماعي في دولة الاحتلال ( ظهرت دعاوي لتمرير قانون في الكنيست يسمح للبرلمان بتجاوز قرارات المحكمة العليا ) .
ونظرا لأهمية تلك المستجدات الداخلية وتأثيراتها علي التطلعات الوطنية الفلسطينية والأوضاع في الضفة الغربية بصفة خاصة ، نشر معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي ورقة بحثية خلصت إلى أن فكرة حل الدولتين لن تجد لها صدي لدى الإئتلاف الحاكم الجديد، بل من المتوقع أن تدفع الأحزاب القومية اليمينية في اتجاه ضم الضفة الغربية ( يهودا والسامرة) في ظل الرفض العقائدي لفكرة دولة فلسطينية.
كما تناولت الورقة البحثية دراسة حالة القدس الموحدة سعياً لاستشراف ملامح الدولة الواحدة ( ثنائية القومية ) بين البحر المتوسط ونهر الأردن، مع الإشارة الى ما سببته الآلاف من الوحدات والبؤر الاستيطانية في الضفة الغربية من تعقيد الاحتقان بين مكونات الواقع الديمغرافي الحالي.
كما قامت الورقة البحثية ببحث البدائل والتحديات المحتملة واتضح ان جل السيناريوهات تنطوي علي احتكاك حاد بالنظر إلى أن الفلسطينيين يطالبون بالمساواة المطلقة في الحقوق ، وان القدس التي تعد مثالاً على نسيج الحياة المختلطة بين الفلسطينيين واليهود لا تخلو من الاحتكاكات اليومية وتزداد التوترات في المناسبات الدينية ( خلال الخمسين عاماً الماضية تقلصت الأغلبية اليهودية في القدس من 75% إلى 60% فقط ) .
أما عن قدرة نتنياهو على إدارة المشهد السياسي الجديد وملفات السياسة الخارجية مع شركائه في الائتلاف الحاكم ، فإن التقديرات تشير إلى أن تمسك ‘سموتريتش ‘ بحقيبة الدفاع وحصول ‘بن جفير’ علي حقيبة الأمن العام يعكس حجم الطموح السياسي لقادة اليمين المتطرف وان ‘سموتريتش ‘ يسعى لتوظيف منصب وزير الدفاع لتحقيق طموحه المستقبلي بتولي منصب رئيس الحكومة .