وكالة «الأنروا» لغوث وتشغيل اللاجئين: بين الحاجة الملحة لزيادة التمويل والمتغيرات الدولية

انعقد في العاصمة الأردنية عمان اجتماع اللجنة الاستشارية لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى «الأنروا» وذلك لبحث احتياجات الوكالة

التي تُعنى بشؤون اللاجئين في ظلّ المتغيرات الدولية الراهنة وحالة الركود الإقتصادي التي خلفها وباء «كورونا» وتأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية على الواقع الدولي بالإضافة الى نقص التمويلات الذي تعاني منه الوكالة منذ العام 2018 .
في كلمته أمام اجتماع اللجنة الاستشارية أكد فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى ‹›الأونروا››، حاجة الوكالة إلى ما بين 50 و80 مليون دولار حتى نهاية 2022.وقال لازاريني خلال مؤتمر صحفي عقد في العاصمة الأردنية عمان اليوم: إن معدلات الفقر وصلت بين اللاجئين الفلسطينيين إلى مستويات غير معهودة بنحو 90 بالمائة في سوريا ولبنان وغزة.وأضاف أن «الوكالة تحتاج 200 مليون دولار لدعم التحول الرقمي ودعم الأصول المستنفدة»، مطالبا بدعم من الدول الأعضاء بشكل مستدام.
وكالة ‘’ الانروا’’ هي الوكالة الأولى على الصعيد الدولي المختصة في تقديم مساعدات للاجئين الفلسطينيين والمتواجدين منهم في أنحاء الشرق الأوسط والذين يبلغ عددهم 5 ملايين لاجئ وفق آخر الإحصائيات من خلال تقديم خدمات تتضمن التعليم والرعاية الطبية لهم . تأسست بعد الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، وأدت إلى تشريد أكثر من 700 ألف فلسطيني.
وناقش الاجتماع، الذي استمر يومين، عدة محاور، من أبرزها الوضع المالي للأونروا، والإستراتيجية متوسطة المدى، وتقديرات موازنة الأونروا وغيرها.وعام 2018 أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية برئاسة الجمهوري دونالد ترامب آنذاك تجميد عشرات ملايين الدولارات المخصصة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا)، وهي خطوة انتقدها وندد بها المجتمع الدولي لما تمثله من أسلوب ضغط مارسته إدارة ترامب ضد الجانب الفلسطيني ودعما للكيان الصهيوني .وهو قرار أثر بشكل كبير على موارد الواكلة التي تتأتّى بالأساس من المساعدات الطوعية للدول المنضوية تحت لواء الأمم المتحدة بالإضافة لتبرعات القطاعات الخاصة والأفراد والشراكات مع المؤسسات والشركات .
وأثار قرار واشنطن تجميد مبلغ للأمم المتحدة مخصص للفلسطينيين وبالتحديد موجه للأونروا وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين تحذيرات دولية واسعة النطاق مما قد تؤول إليه الأمور ، ومن جهتها حذرت ‘’اونروا’’ آنذاك من أن القرار الأمريكي سيؤدي إلى أسوأ أزمة تمويل لها منذ تأسيسها وذلك بعد أن قررت الولايات المتحدة ‘’تجميد’’ نصف الأموال المخصصة في خطوة جديدة حاولت من خلالها إدارة البيت الأبيض من خلالها تحدي المجتمع الدولي واغلب حلفائها الغربيين بالإضافة إلى الدول العربية الرافضة لقرار ترامب حول القدس .
كما يرى متابعون للشأن الدولي أن سياسة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن لم تحمل قرارات من شأنها الخروج بالسياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية من الدعم غير المشروط للجانب الإسرائيلي، وهي سياسة أمريكية متبعة منذ عقود وانحيازا واضحا لصالح إسرائيل بعيدا عن الإجماع الدولي المتوافق حول ضرورة تقرير وضع القدس كنتاج لعملية تفاوض متكافئة بين الجانبين.
تحديات وعراقيل
ويرى متابعون أنّ من بين أهمّ التحديّات أو العراقيل التي تعيشها الوكالة ضمان تطابق الموارد التي تتلقاها ‹›الأونروا›› مع التوقعات المحددة في مهام الولاية من أجل المساهمة القوية في تغطية نفقات واحتياجات لاجئي فلسطين .
ويقول المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني: «يشعر عدد متزايد من لاجئي فلسطين وكأنهم معلقون بخيط رفيع»، مضيفا بأن «الأونروا هي مصدر ثابت للدعم والأمان لإحدى أكثر المجتمعات الأقل حظاً في المنطقة. وفي حين تتمتع الوكالة بدعم سياسي قوي لخدماتها الحيوية في مجالات التعليم والصحة والحماية الاجتماعية وغيرها من الخدمات، فإن نقص تمويلها المزمن يجعل المرء يتساءل كم من الوقت سنواصل العمل بأقل بكثير مما نحتاجه».
وخلال الأشهر الماضية، سجلت الأونروا زيادة حادة في الاحتياجات الإجمالية للاجئي فلسطين في خضم أزمات مالية عالمية وارتفاع التضخم ونسب البطالة والفقر. ومع ارتفاع أسعار السلع الأساسية، بما في ذلك المواد الغذائية، أصبح العديد من لاجئي فلسطين يعتمدون اعتمادا كليا على المعونات المقدمة من الأونروا. يكافح اللاجئون من أجل تغطية نفقاتهم والحصول على الطعام.
واختتم المفوض العام كلامه بالقول: «في ظل الظروف التي لا يمكن العيش فيها تقريبا، ليس لدى لاجئي فلسطين أي مكان آخر يلجؤون إليه للبقاء على قيد الحياة، سوى الأونروا. لقد أصبحت الوكالة الملاذ الأخير، لا سيما في غياب الأفق السياسي. وصولهم إلى المدارس والرعاية الصحية والحماية من العنف والتمييز ليس ترفاً. إن الحياة الكريمة هي جزء لا يتجزأ من التزام المجتمع الدولي تجاههم من خلال مهام وعمل الأونروا».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115