بهدف مناقشة قضايا وملفات حساسة على غرار الأزمة الإقتصادية الخانقة التي يعانيها العالم وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على الأمن والسلم الدوليين كذلك مخلّفات الصراع على قطاع الطاقة والتداعيات السلبية لفيروس «كورونا’’.
تشارك 19 دولة بالإضافة للإتحاد الأوروبي في هذا التجمّع السنوي الذي يأتي في شكل ملتقى للتعاون الإقتصادي بين القوى الكبرى بمشاركة مسؤولين ماليين كبار مشاركة الدول التي تعتبر من بين أهمّ اقتصاديات العالم وتشكل مايقارب الـ80 بالمائة من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي في العالم.
كما يناقش هذا التجمع الإقتصادي ملفات سياسية تحمل تأثيرات كبيرة على الواقع الراهن في العالم ، لعلّ أهمها الحرب الروسية الأوكرانية وازمة الطاقة التي خلفتها ، إذ ير ى مراقبون أن المرحلة الراهنة تستوجب من الدول المعنية بحث آلية مرحلية لمعالجة هذا النقص والتذبذب الذي خلّفته الحرب في السوق العالمية . وتعمل أغلب الدول الأوروبيّة هذه الآونة بالتعاون مع منظّمات دوليّة ماليّة بالأساس خاصّة وأنّ الدول الكبرى بدورها باتت مُهدّدة بحالة الركود الإقتصادي غير المسبوق الذي يعانيه العالم على امتداد السنوات الأخيرة سواء بسبب وباء ‹›كوفيد 19›› وأيضا أزمة الطاقة وغيرها من التوتّرات السياسيّة ذات الصلة.
ووفق متابعين للشأن الدولي زادت الحرب الروسية على أوكرانيا من حدّة التعقيدات والتأثيرات على المشهد الاقتصادي العالمي، إذ لطالما مثل ملف أوكرانيا عنصر توتر ساهم في إفساد عدّة اجتماعات انعقدت جويلية المنقي لوزراء ماليّة وخارجية مجموعة العشرين بسبب خلافات وتنازلات صعبة لم يحصل توافق حولها بين الأطراف المعنية ، وهو تطور يرى مراقبون أنه سيحمل تأثيرات على اجتماع القمة المرتقبة وقد يساهم في عرقلة إصدار أية قرارات مرتقبة.
«بين قمة العشرين وكوب 27»
يبدو من خلال جدول أعمال القمة أن التركيز على قضية المناخ والتنمية المستدامة يدخل مباشرة في تحضير وتنسيق المواقف حول قمة كوب 27 التي تنعقد هذا العالم في مصر بالتزامن مع قمة مجموعة العشرين .
ويراهن قادة العالم على مؤتمر المناخ او مايعرف بـ»كوب 27 ‘’ لتنفيذ الإتفاق الذي تم إعلانه في «كوب 27’’ والذي يقضي بالأساس بتوفير تمويلات لمجابهة هذه المعضلات وتبعاتها المتزايد في العالم. ويربط متابعون إنجاح قمة كوب 27 بضرورة تجاوز الخلافات الراهنة خاصة المتعلقة منها بالحرب الروسية الأوكرانية والصدام الذي خلفته بين موسكو وواشنطن بالأساس وسط مخاوف من تأثيرات ذلك على الوضع الإقتصادي والسياسي الدولي.
ووفق تقارير في الغرض فإنّ أهم الملفات التي سوف تأخذ حظها في النقاش تتعلق أساسا بأزمة الطاقة في العالم وتأثيرات الحرب وضرورة تنسيق المواقف من أجل منح دعم كبير للدول النامية حتى تتمكن المجموعة الدولية من التحكم في حالة الركود الإقتصادي وهو الرهان الحقيقي الذي يسمح للاقتصاد الدولي باسترجاع عافيته. إذ يعد أمن الطاقة وسبل أمان إمداداتها أحد أكبر مهددات العديد من اقتصاديات دول العشرين، وخاصة الدول الكبرى، أمريكا، الصين، اليابان، الاتحاد الأوروبي، إنقلترا، وغيرها.
يشار إلى أنّ مجموعة العشرين تضم كلا من تركيا والولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك وكندا والبرازيل وأستراليا والأرجنتين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وروسيا والصين والهند وإندونيسيا واليابان وكوريا الجنوبية وجنوب إفريقيا والسعودية، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي.
ويحاول الزعماء الأوروبيون التوافق بشأن عدد من الملفات محل خلاف وجدل فيما بينها لعل أهمها الاقتصاد والتجارة والمناخ والطاقة والحرب وظاهرة الهجرة علاوة على ملف مكافحة الإرهاب الذي يؤرق القارة الأوروبية ، كما يحاول القادة تجاوز التوتر بين واشنطن وموسكو وحلف الناتو والخلافات بين دول إيران الصين وكوريا الشمالية أيضا .