في غياب الحل السياسي: ليبيا في مفترق الطرق .. بين السلم أو الحرب

وصف مراقبون أزمة ليبيا الراهنة بأنها أزمة الثقب الأسود وقد أنجزت المؤتمرات الدولية وتعدّدت اللقاءات الدولية بشان ليبيا منذ عام 2014 اندلاع الأزمة السياسية

بانقلاب تيار الإسلام السياسي على نتائج الانتخابات التشريعية وقد تتالت المبادرات من المجتمع الدولي لحل الأزمة التي تحوّلت إلى محنة جسدت معاناة الليبيين.
لم تُثمر الحوارات الليبية-الليبية على الميدان وقد تعاقبت الحكومات والمجالس الرئاسية .وتعقدت الأزمة السياسية برفض كل من مجلس الدولة والمجلس الرئاسي ومجلس نواب وحكومة.
وحدّدت خارطة الطريق الأممية مسارات سياسية ودستورية وأمنية لانجاز الانتخابات وتحقيق الاستقرار المستدام .. وقد توقف الاقتتال وسحب حفتر قوّاته من محيط طرابلس وغرب ليبيا تنفيذا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تحقق بضغط دولي..إذن المنجز كان وقع الحرب فقط دون إنجاح باقي المسارات وسحب مجلس النواب الثقة من حكومة الدبيبة وتشيكل حكومة جديدة لكن هذا الحكومة لم تنل الشرعية الدولية و لم تعترف بها سوى جمهورية مصر العربية وروسيا..أضحى الليبيون أمام مأزق سياسي..تحرّك حفتر داخل برقة وفزان مستنفرا صفوفه اجتماعات شعبية ومناورات عسكرية استعراضات عسكرية استعراض للطيران الحربي في قاعدة الجفرة..
وقد حاولت الأمم المتحدة تدارك الهنات و العثرات واعتقدت أنها بتعيين مبعوث من القارة السمراء صاحب خبرة في حل النزاعات بإمكانها إعادة قاطرة السلام إلى السكة، ونبه المبعوث الأممي باثيلي الليبيين من خطورة الوضع الراهن دعاهم إلى التوافق ووقف التحشيد..
جاءت قمة جامعة الدول العربية بالجزائر التي أكدت على أهمية استقرار ليبيا وصون وحدتها الترابية وسيادتها هذا ما ذكره البيان الختامي لكن غفل عن سحب المرتزقة والمقاتلين الأجانب وهذا ما أثار حفيظة سلطات برقة.
قبل ذلك عقدت حكومة الدبيبة في مناسبة أولى مذكرة تفاهم اقتصادية تتعلق بشبه إيجار للمياه الليبية البحرية للتنقيب عن الغاز والنفط مذكرة استفزت مصر واليونان وقبرص.
خلافات مستمرة
كلام صريح صدر عن الخارجية المصرية واليونانية يدعو الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لعدم الاعتراف بحكومة الدبيبة مع التأكيد على أنها أي تلك الحكومة فاقدة للشرعية ولا يحق لها توقيع هكذا اتفاقيات.
على صلة بجميع هذه التطورات تتحدث تسريبات عن وجود خطة لهجوم كاسح على الموانئ النفطية من طرف حكومة الدبيبة وقد ذكر مصدر خاص» لـ«المغرب» مضمون التسريبات بتوقيع الدبيبة مؤخرا لاتفاقية عسكرية جديدة مع وزارة الدفاع التركية تتعلق بإبرام صفقة بيع ليبيا أعداد كبيرة من المسيرات الحديثة وإرسال مدربين عسكريين.
وفي المقابل يعود مصدرنا إلى نوعية مناورات الجيش الذي يقوده حفتر حيث أقيمت تدريبات نوعية وتمرين على الصواريخ بعيدة المدى و ايضا خطاب حفتر الذي أكد تقريبا تخليه عن المبادرات الدولية من خلال حثه للشعب على التحرك.
ويليامز: شبح القذافي يطارد الليبيين
من جهتها اعتبرت المستشارة الخاصة السابقة للأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا، ستيفاني وليامز أن ‘’شبح معمر القذافي لا يزال يطارد البلاد وسط مخاوف من العودة إلى حكم بوحشية لمدة 42 عامًا، كما اتضح من الدخول المفاجئ في السباق الرئاسي لسيف الإسلام القذافي العام الماضي’’.
وأشارت وليامز في مقال نشره مركز بروكينغز الأمريكي للأبحاث إلى أنه ‘’من الصعب الاعتماد على الطبقة الحاكمة الليبية ما بعد 2011 لتفكيك شبكة الجماعات المسلحة’’.
وذكرت في المقال الذي جاء بمناسبة مرور عامين لاتفاق وقف إطلاق النار في جنيف أن «الفاعلين السياسيين الليبيين يميلون إلى تبادل إطلاق النار خلال النهار ويتواطأون بالليل مع الاستمرار في تجميع مغانم كبيرة على حساب مواطنيهم المستبعدين، ولا سيما في ليبيا المناطق النائية الجنوبية الشاسعة». وفي أكتوبر من العام 2020، وقَّع طرفا النزاع في ليبيا اتفاقًا لوقف إطلاق النار في اجتماعات اللجنة العسكرية «5+5»، بعد محادثات استمرت خمسة أيام في مقر الأمم المتحدة بجنيف.
ورأت المستشارة الخاصة السابقة أن ليبيا تواجه «معضلة الديمقراطية»، مشيرة إلى ما وصفته بـ«الخوف العقلاني من أن بعض المرشحين الرئاسيين المحتملين، إذا جرى انتخابهم، سوف يسعون وراء فائز يأخذ كل شيء، شخص واحد، صوت واحد، استراتيجية لمرة واحدة، مما يؤدى إلى العودة إلى أيام الديكتاتورية الفظيعة»، في إشارة إلى عهد العقيد معمر القذافي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115