سفير باكستان بتونس طاهر حسين اندرابي في لقاء صحفي: باكستان تدفع ثمن التغيير المناخي بالفيضانات وندعو المجتمع الدولي إلى الضغط من أجل انهاء هذه «المظلمة المناخية»

• ما يحصل في جامو وكشمير انتهاك جسيم لحقوق الانسان
• نتطلع إلى توقيع اتفاقية التبادل التجاري بين تونس وباكستان وتعزيز التعاون الثنائي

تطرق سفير باكستان في تونس طاهر حسين اندرابي في لقاء صحفي امس الى مستجدات الوضع في باكستان بعد الفيضانات الأخيرة التي ضربت البلاد . كما تطرق الى العلاقات الثنائية بين باكستان وتونس كذلك الوضع في جامو وكشمير. ودعا الدول الصناعية الكبرى الى الإيفاء بتعهداتها من أجل تقليص التغير المناخي مشيرا الى ان باكستان كغيرها من الدول النامية هي الأكثر تضررا من انبعاثات الغازات .
وأوضح اندرابي ان الأمطار غير المسبوقة تسببت في حدوث فيضانات غزيرة خاصة في جنوب ووسط البلاد حيث كانت مقاطعتها السند وبلوشتسان الأكثر تضررا . اذ تم تصنيف 84 منطقة في البلاد كمناطق منكوبة تستدعي الحصول على مساعدات عاجلة . وقال ان هذه الفيضانات تسبب فيها التغير المناخي.
مظلمة مناخية
وأشار اندرابي الى انه بسبب زيادة الانحباس الحراري في العالم بات تدفق المياه أكثر من المعتاد بسب ذوبان الجليد ، وكمية الأمطار زادت الى 5 و 6 مرات أضعافها في مقاطعتي السند وبلوشستان . وبسبب هذه الفيضانات تضرر حوالي 33 مليون شخصا من بينهم 16 مليون طفل وتشرد 7.9 مليون ساكن بشكل مؤقت . اما عدد الوفيات فوصلت الى 1700 وتضرر مليوني منزل و 13000 كيلومترات من الطرق المتعبدة و410 جسرا و 1894 منشأة صحبة و 22189. كما تسبب في تهديد موارد رزق حوالي 14.6 مليون نسمة. وبلغ اجمالي الخسائر الاقتصادية حوالي 30 مليار دولار امريكي . وأشار الى انه تمّ انشاء مركز لتنسيق عمليات الاغاثة الوطنية لمساعدة ضحايا الفيضانات حيث وزعت الحكومة الخيم ومليوني طرد غذائي و250 دولار امريكي على 2.2 مليون أسرة متضررة . مشيرا الى ان باكستان حصلت على 45 بالمئة فقط من المساعدات المطلوبة.
وقال السفير الباكستاني ان التغير المناخي خطر يهدد باكستان وتونس وجميع دول العالم وهو مظلمة مناخية . فدول مثل تونس وباكستان لا تساهم في الاحتباس الحراري مثل الدول المصنّعة ولكنها تدفع ثمن هذا التغيير المناخي لذلك فان مساعدة الدول التي تعاني من التغيير المناخي واجب وليس مساعدة وصدقة وهي مسؤولية جماعية تلقى على عاتق المجتمع الدولي بعد ان وصلت معدلات الاحتباس الحراري بسبب انبعاثات الغازات الى مستوى قياسي . وقال انه من واجب الدول المصنّعة الكبرى التي تعد من البلدان الملوثة بذل جهد لتقليل انبعاثات الغازات والاحتباس الحراري والوفاء بتعهداتها بتقديم 100 مليار دولار امريكي سنويا لتمويل برامج مكافحة تغير المناخ .
وفي ما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين تونس وباكستان قال انها علاقات عريقة تعود لزمن الزعيم الحبيب بورقيبة الذي بعث برسالة تهنئة الى نظيره محمد علي جناح عشية انشاء باكستان عام 1947 . كما دعمت باكستان استقلال تونس في الأمم المتحدة وقال ان السفارة الباكستانية افتتحت في تونس عام 1964 واكد ان الدعم الثنائي تطور من خلال العمل داخل الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي . وأوضح اندرابي ان هناك مشاورات سياسية ثنائية على مستوى كاتب الدولة لدى وزير الخارجية إضافة الى اللجنة المشتركة للتجارة والاقتصاد والشؤون الفنية ومن ضمن المواضيع الهامة التي يتم العمل عليها توقيع اتفاقية التبادل التجاري. وأشار الى زيارة وزير الخارجية التونسي عثمان جرندي الى اسلام آباد في مارس الماضي كانت مهمة وبناءة على صعيد تمتين الصداقة بين البلدين وتعزيز أفق التعاون في مختلف المجالات.
ولفت الى انه -خلال الشهر القادم- سيجتمع وزراء التجارة في كلا البلدين واعرب عن أمله بتوقيع اتفاقية التبادل الثنائي بين البلدين من أجل فتح الباب للتبادل التجاري بين باكستان وتونس لتمتيع بعض الصادرات التونسية والباكستانية بالإعفاء الجبائي .
المعاناة الإنسانية في جامو وكشمير
واكد السفير الباكستاني ان الوضع في جامو وكشمير له وقع على السلام الإقليمي والعالمي مشيرا الى ان النزاع بين باكستان والهند على المنطقة قديم ويعود الى سنة 1947. وقال:«كما ان فلسطين نكبة العرب كذلك جامو وكشمير نكبة أخرى. وقال ان جامو وكشمير منطقة ذات اغلبية مسلمة وفقا لخطة التقسيم الهندية وكان من المقرر ان تلتحق المناطق ذات الأغلبية المسلمة بباكستان. وبعد شهرين فقد من استقلال الهند وباكستان غزت القوات الهندية جامو وكشمير وتدخلت الأمم المتحدة لانشاء بعثة حفظ سلام . كما اصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اكثر من 18 قرارا تنص على تحديد مصير أراضي جامو وكشمير ومن خلال اجراء استفتاء يقع تحت اشراف الأمم المتحدة . وقد رفضت الهند تنفيذ هذه القرارات . وقال ان نضال الكشميريين المتواصل ضد الاحتلال الهندي تسبب في انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان في المنطقة خاصة بعد ان قامت الهند بقرار احادي في 5 اوت 2019 بتغيير الوضع المعترف به دوليا لمنطقة جامو وكشمير المحتلة وتحويل أراضيها الى إقليم اتحادي تحت الحكم المباشر في انتهاك فظيع لقرارات مجلس الأمن الدولي . وأوضح بانه تم سجن القيادات السياسية مع معاملة وحشية ولا إنسانية ومحاكمات وهمية لمعاقبة الكشميريين الساعين الى الحرية . وقال ان هناك عديد الدعوات والتقارير الصادرة عن منظمات دولية مثل التعاون الإسلامي والأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية كلها تحذر من مخاطر الوضع الانساني في كشمير وجامو آخرها التقرير الذي يشير الى قمع متزايد للنشطاء وتواصل الانتهاكات. وفي رده على أجوبة الصحفيين اكد بان الحل السياسي هو الذي تتبعه باكستان لحل هذا الملف الصعب والشائك ولإنهاء هذه المظلمة التاريخية بحق الكشميريين .
اما في ما يتعلق بسؤال «المغرب» بخصوص تطلعات باكستان من قمة المناخ القادمة في القاهرة ، فأكد ان باكستان تعمل مع أعضاء مجموعة الـ «77 والصين» للضغط في ملف تغيير المناخ من اجل تنفيذ تعهدات المناخ وخروج المؤتمر بنتائج متوازنة تعالج مختلف الموضوعات ذات الأولوية، خاصةً خفض الانبعاثات والتكيُف مع تغير المناخ ومعالجة الخسائر والأضرار وتوفير تمويل المناخ . علما ان مصر تستضيف قمة المناخ «كوب 27» يومي 7 و8 نوفمبر المقبل.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115