صدر عن دار زمكان في بيروت: «غيض من فيض يمنيات علي سالـم البيض» للمفكر د. فيصل جلول

صدر مؤخرا عن «دار زمكان» في بيروت إصدار جديد للمفكر اللبناني د. فيصل جلول تحت عنوان «غيض من فيض يمنيات علي سالم البيض»

يتضمن رواية تفصيلية للأدوار التي لعبها علي سالم لبيض في التاريخ السياسي المعاصر لليمن بجنوبه وشماله، وذلك مند انتمائه الى «حركة القوميين العرب» عبر فرعها اليمني الذي كان يعرف بإسم «الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل» ،وشارك من خلالها في إسقاط السلطنات التي أقامها البريطانيون في الفترة الواقعة بين 1839 و 1967 .

وقد تولى في عهد الاستقلال عدة مناصب حزبية وحكومية رفيعة ابرزها وزارتا الدفاع والخارجية وصولا الى الأمانة العامة للحزب الحاكم . ورسم من خلال مناصبه المختلفة قرارات تركت أثرا مهما في مصير بلاده كان آخرها إصراره على انجاز الوحدة الإندماجية مع شمال اليمن وإصراره بعد أربع سنوات على الانفصال والمطالبة بالعودة الى صيغة الدولتين بعد فشل تجربة التعايش في رأس الدولة الموحدة .

ويتضمن الكتاب خلاصة سيرة البيض بين القرنين العشرين والحادي والعشرين. ويمكن اختصارها في عباراته التي أطلقها في قمة بغداد العربية حيث أكد ان اليمنيين طردوا الاحتلالين العثماني والبريطاني وبنوا دولا ضد بعضهم البعض وجيوشا ضد بعضهم البعض وأمنا ضد بعضهم البعض واقتصادا ضد بعضهم البعض. واعتبر البيض ان الحل الوحيد هو تجميع قواهم لبناء دولة تحفظ مصالحهم وتستثمر ثرواتهم وتواجه اعداءهم. كما اكد في كلمته امام القمة ضمنيا ان حل مشاكل اليمن يكمن في مصالحة الداخل ومواجهة الخارج حينا ومجابهته ان اقتضى الأمر. وهذا الحل ما زال صالحا -على الأقل- من الناحية المبدئية لكن الخراب الذي يرتسم في أجزاء اليمن المختلفة وأقلمة وتدويل الأزمة اليمنية ينقل هذا الكلام الى الخانة الطوباوية دون ان يدحضه.

خطاب البيض في قمة بغداد...
بعد ستة أيام من إعلان الجمهورية اليمنية الموحدة في 22 ماي عام 1990 انعقدت القمة العربية في بغداد برئاسة صدام حسين، الرئيس العراقي الذي أراد القمة مناسبة لعرض انتصاره في الحرب الإيرانية ـ العراقية. وكان اليمن شريك العراق في الحرب وكان علي سالم البيض نجم القمة الأبرز. صفق له الجميع بحرارة لا تخلو من النفاق، وكأنهم يعوضون عن تخاذلهم في السير على خطاه. وكانت شجاعته موضع ترحيب بصوت عال من العقيد الراحل معمر القذافي، الذي عرفه وزيرا للخارجية بُعيدَ تسلمه السلطة في ليبيا.
استمع أهل القمة إلى حديث لم يعتادوا على سماعه إلا في خطب المعارضة. قال في كلمته: لقد جربنا في جنوب اليمن أن نبني نظاما اشتراكيا وجرب إخواننا في الشمال بناء نظام رأسمالي، فلا الاشتراكية بنينا ولا الرأسمالية. بنى كلّ منا جيشا ضد الآخر وأمنا ضد الآخر واقتصادا ضد الآخر ودولة ضد الدولة الأخرى، ولو أخرجنا النفط سيكون سلاحا لكل منا ضد الآخر.

لذا اتفقنا على الاحتكام إلى الشعب الذي يعتبر أن الوحدة اليمنية مصيره. اتفقنا على توحيد اليمن استنادا إلى الأفضل بين نظامي التشطير، وأن يكون الدستور دليلنا فلا يعلو أحدٌ فوقه، وأن تكون المشاركة وسيلتنا للحكم، واعتبرنا أن النفط يجب أن يكون نِعمة بدل أن يكون نقمة. المرء يكون كبيرا بقدر ما تكون أعماله كبيرة. وحتى نكون كبارا، لا بد أن يكون تفكيرنا استراتيجيا، وأتمنى التفكير الاستراتيجي لكل القادة العرب.

يشار الى ان فيصل جلول وهو باحث وكاتب وصحافي لبناني مقيم في باريس. عمل في صحف لبنانية وعربية وفي مراكز أبحاث في بيروت وفي أوروبا. له العديد من الكتب والمؤلفات والمشاركات الحوارية. وهو من الخبراء بالشأن العربي المعاصر ومن القلة المتابعة عن كثب للشأن اليمني المعاصر.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115