جديدة خلال ثلاثين يوما وفق الدستور، من قبل مرشح قوى تحالف الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني . يأتي ذلك بعد ثمانية أشهر من الانسداد السياسي منذ استقالة نواب الكتلة الصدرية من البرلمان، إثر عدم تمكنهم من تشكيل حكومة «أغلبية وطنية».
وقد أكد الرئيس العراقي الجديد عبد اللطيف جمال رشيد، خلال مراسم تنصيبه بقصر السلام ببغداد عزمه على بناء عراق قوى ومستقر. وقال الرئيس العراقي الجديد في كلمة له أمام عدد من النواب والمسؤولين: «إننا سنعمل على بناء عراق قوى ومستقر ومُصالحِ». وأضاف رشيد: «نحن نباشر اليوم مهام عملنا ونضع نصب أعيننا ما ينتظر الشعب العراقي بتشكيل حكومة بسرعة تكون قوية وموحدة لتلبي طموحات الشعب بالأمن والخدمات». وأكد: «سأبذل كل جهدي لتقريب وجهات النظر بين القوى السياسية والقيام بمهامي بكل أمانة والعمل على وحدة وسيادة العراق وحل المشاكل العالقة بين الحكومة الإتحادية وحكومة كردستان تحت سقف الدستور».
تأثيرات الحرب الروسية
في لبنان أعيد ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و«اسرائيل» الآمال بقدرة لبنان على حماية ثرواته النفطية من الأطماع الاسرائيلية والبدء بالتنقيب واستخراج الغاز من المتوسط عن طريق شركة توتال بناء على الاتفاق الموقع مع الحكومة اللبنانية . ويرى عديد المتابعين بأن كل هذه التسويات في لبنان والعراق مرتبطة بتطورات الحرب الروسية الأوكرانية باعتبار ان الغرب يسعى للتفرغ لربح هذه المعركة وفي الآن نفسه تأمين الأمن الطاقي العالمي من خلال أماكن أخرى بديلة عن الغاز الروسي .
واعتبر المحلل والناشط الحقوقي قاسم آل جابر لـ«المغرب» ان الوضع العام في العراق والأزمة الراهنة يعودان الى ما قبل عام 2019 وتابع :«الأحزاب السياسية نفسها التي كانت موجودة وخرجت من اجلها تظاهرات «تشرين» والتي راح ضحيتها مئات الشهداء وآلاف الجرحى ، وجاءت على إثرها حكومة الكاظمي الذي كان من أهدافها محاسبة قتلة المتظاهرين واجراء انتخابات مبكرة. الا انه عمّت الفوضى لاحقا إثر فشل حكومة الكاظمي عن تقديم أي شيء جديد للعراقيين خاصة وبعد فضائح الفساد وآخرها فقدان 3 مليار دولار ونصف من العراق . بالعودة الى منطق المحاصصة المقيتة بنفس الوجوه القديمة التي كانت تدير العراق من سنة 2003 الى حد الآن ما عدا التيار الصدري الذي حاول الابتعاد عن الحكومة لان الرأي العام العراقي السياسي المعارض والجماهيري يعتقد ان حكومة السيد السوداني لم تدم طويلا وليست قادرة على مواجهة التحديات ومصيرها الفشل حتما» .
بالنسبة للوضع في العراق والمنطقة يضيف محدثنا :«ان ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و«اسرائيل» موضوع خاضع للمساومات الدولية لان الوضع الايراني والتظاهرات في ايران والبرنامج النووي الايراني ...كلها مرتبطة بملف تشكيل الحكومة العراقية والحكومة اللبنانية والحوثيين في اليمن والملف السوري». وأضاف بالقول :«اعتقد ان هناك تسويات لأن الغرب الآن وخاصة أمريكا مشغولة بالحرب الأوكرانية وأزمة الغاز المقبلة . وفي اوروبا سيكون هناك شتاء قاس جدا لذلك فان الأشهر القادمة ستشهد تهدئة في عديد الملفات بسبب الحرب الأوكرانية الروسية». وأضاف محدثنا :«كان من المتوقع ان يقوم الاتحاد الاوروبي وبريطانيا بالتدخل بشكل مباشر لتغيير النظام السياسي في العراق . واعتقد ان التيار الصدري الآن مدرك ان الوضع بالعراق لن تقوم له قائمة والحكومة القادمة ستفشل . لذلك نأى التيار الصدري بنفسه وانسحب من العملية السياسية وهو يترقب الآن تشكيل الحكومة وسقوطها».
اما بالنسبة للتسوية في لبنان فقال :«اعتقد ان التسوية الموجودة حاليا بين لبنان و«اسرائيل» وتشكيل الحكومة العراقية وهدنة الحوثيين مرتبطة بالحرب الآوكرانية الروسية وحتى التقارب الخليجي السوري مرتبط بهذا الملف . ولكن التسوية آنية وليست لأمد طويل تتعلق بالحرب الأوكرانية الروسية ، فمتى انتهت الحرب ستعود المشاكل من جديد في الشرق الأوسط وسيتوجه العالم الى عهد جديد من الحروب والقتال والمشاكل والأزمات الاقتصادية والسياسية».