بين لبنان و«إسرائيل» آموس هوكستين، سيرسل «صيغة نهائية» لمسودة اتفاق خلال الساعات القليلة المقبلة. ومن المعلوم ان لبنان والكيان الإسرائيلي يتنازعان على منطقة بحرية غنية بالنفط والغاز في البحر المتوسط تبلغ مساحتها 860 كيلومترا مربعا . وتتطلع أنظار اللبنانيين الى الاتفاق الوشيك على أمل أن ينهي جزءا هاما من أزمتهم الاقتصادية ومعاناتهم الاجتماعية الصعبة وذلك بعد حصول بلادهم على حقوقها النفطية كاملة.
وأكدت الرئاسة اللبنانية في بيان لها ان «رئيس البلاد ميشال عون تلقى اتصالا من الوسيط هوكستين أطلعه خلاله على النتائج الأخيرة للاتصالات حول ترسيم الحدود البحرية».
وأضاف البيان: «أكد هوكستين أن جولات النقاش خُتمت وتم تحديد الملاحظات وسيرسل الصيغة النهائية للاقتراح (مسودة) خلال الساعات القليلة المقبلة». وأردف: «الجانب اللبناني سوف يدرس الصيغة النهائية لاقتراح هوكستين بشكل دقيق تمهيدا لاتخاذ القرار المناسب».
وكان لبنان قد أعلن أن الملاحظات على مسودة اتفاق لترسيم الحدود تضمن حقوقها في التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي. وذلك في الوقت الذي رفضت فيه «اسرائيل» الشروط اللبنانية على مسودة اتفاق الحدود البحرية.
ويبدو ان الخارجية الفرنسية قد دخلت على الخط معلنة أنها تساهم بنشاط في الوساطة الأمريكية للتوصل إلى اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و«إسرائيل».
وقالت الخارجية في بيان لها إن «فرنسا تساهم بنشاط في الوساطة الأمريكية الهادفة للتوصل إلى اتفاق بشأن الحدود البحرية بين لبنان و»إسرائيل»»، معتبرة أن «الاتفاق سيعود بالنفع على البلدين وشعبيهما».
في خضم ذلك ، أفادت شركة «انيرجين» البريطانية اليونانية انه تم ربط حقل كاريش للغاز، بشبكة نقل الغاز في «إسرائيل». وهو ما يهدد بجر البلد الى تصعيد عسكري جديد . ولم تقم الشركة بعد بضخ الغاز من الموقع، وإنما كانت تختبر الأنظمة والشبكات . وقالت «انيرجين» إنه تم نقل الغاز في الاتجاه المعاكس للمرة الأولى- من الساحل صوب المنصة- كجزء من الاختبار.
يأتي ذلك فيما يواجه لبنان استحقاقات صعبة في مقدمتها الانتخابات الرئاسية المقبلة ، فقد شارفت المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للبنان من جانب أعضاء مجلس النواب على الانتهاء في 31 أكتوبر . وتدوم فترة ولاية الرئيس 6 سنوات غير قابلة للتجديد، ولا يجوز إعادة انتخابه إلا بعد مرور 6 سنوات على انتهاء ولايته الأولى. وتشهد العاصمة اللبنانية هذه الأيام حراكا دبلوماسيا ومساع لوساطة عربية ودولية لمنع دخول لبنان في الفراغ الرئاسي مرة أخرى مما سيؤدي الى مزيد تعقيد الوضع . في هذا السياق وجاءت زيارة وفد عن الجامعة العربية اكد خلالها زكي على مساندة حقوق لبنان في أراضيه ومياهه وان الجامعة تقف إلى جانبه وهي حاضرة لكل ما يطلبه منها في كل استحقاقاته.
يشار الى ان مجلس النواب فشل يوم في 29 سبتمبر الماضي في انتخاب خلف لرئيس الجمهورية ميشال عون، خلال جلسة حضرها 122 نائبا من أصل 128.
وفي خضم ذلك يأمل اللبنانيون في أن يسهم التوصل الى اتفاق نهائي لترسيم الحدود البحرية بين لبنان و»اسرائيل» في فتح صفحة جديدة في المشهد الاقتصادي المرتبك في لبنان والمساهمة في الحد من الانهيار المالي الحاصل .