لا سيما ما يتعلق منها بسياسات ايطاليا الخارجية وانعكاساتها على المصالح التي تربطها مع دول المنطقة خاصة في المغرب العربي . وتنبع هذه الهواجس من جذور حزب «فراتيلي ديطاليا» الذي تقودوه جيورجينا ميلوني وانتماءاته الفاشية وهي التي انخرطت في مراهقتها لحزب أسسه بقايا أتباع موسوليني ونهلت منه عديد المبادئ. جورجيا ميلوني صحفية وسياسية إيطالية تتزعم حزب «إخوة إيطاليا»، كانت عضوا بمجلس النواب عام 2006، وكانت أصغر وزيرة في تاريخ الجمهورية الإيطالية عندما تم تعيينها في الثامن من ماي 2008 وزيرة للشباب في حكومة سيلفيو برلسكوني الرابعة (2008 - 2011).
صحيح ان المخاوف من صعود هذا الحزب الى الحكم لها ما يبررها خاصة انها ترتبط بموجة صعود غير مسبوق للتيارات اليمينية المتشددة في أوروبا في أكثر من استحقاق انتخابي ، ولكن العلاقات مع الدول ترتكز على مبدإ المصالح المشتركة قبل كل شيء . فالسياسي عندما يصل الى الحكم يلتزم بالتوجهات العامة لبلاده . وفي الحالة الإيطالية يجب على ميلوني الالتزام بسياسات الإتحاد الأوروبي الذي لديه منسق عام للسياسات الخارجية. وفي الدول العريقة عادة ما يفصل السياسي بين قناعاته الخاصة وقناعات حزبه ، بين المصلحة العامة فيختار السير وراء المصلحة العامة.
وانطلاقا من الثوابت الأوروبية، من المستبعد ان تلجأ جيورجيا ميلوني إلى فرض حصار بالقوات البحرية على ساحل البحر المتوسط لمنع المهاجرين غير النظاميين من الوصول إلى إيطاليا كما دعت الى ذلك قبل الإنتخابات، فهذه العملية صعبة وتتطلب إمكانيات كبيرة وقطعا حربية بحرية في بحر مترام. ويمكن ان تكون له آثار سلبية على حركة الملاحة البحرية العادية وعلى الحركة الإقتصادية في المنطقة المتوسطية.
ما دعت اليه ميلوني في حملتها الانتخابية أقرب الى الشعارات لدغدغة مشاعر الناخبين المتطرفين حتى تكسب أصواتهم في الانتخايات..
اضافة الى ذلك توجد مخاوف من ترحيل المهاجرين وتحويلهم الى ورقات سياسية للضغط. ذلك ان ملف ترحيل المهاجرين كان احد أهم أسباب إسقاط الحكومة الإسبانية السابقة.
وتبقى كل الاحتمالات مفتوحة أمام صعود تيار اليمين المتطرف وما يحمله ذلك من تداعيات على الملفات الشائكة لعل اخطرها ملف ترحيل المهاجرين .