ردود فعل دولية على إعلان بوتين للتعبئة العسكرية: استنفار ومخاوف من توسع رقعة الحرب وتوجيه دعوات لضبط النفس

أثار إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قبل يومين عن التعبئة العسكرية الجزئية في صفوف جيش بلاده ردود فعل متخوفة ومستنكرة من قادة العالم

وذلك وسط مخاوف من دخول العالم في حرب قد تهدد البشرية جمعاء . إذ يحذّر مراقبون من أن سيناريو توسع رقعة الحرب الروسية الأوكرانية سيكون أشدّ وطأة من أية تحركات عسكرية سابقة باعتبار أنها ستكون حرب عالمية نووية بامتياز.
في كلمة مباشرة وجهها للأمة وبثها التلفزيون الرسمي الروسي، قال فلاديمير بوتين أنّه وقع مرسوما نشر على موقع الكرملين بشأن التعبئة الجزئيّة .وأضاف أنه «عندما تتعرض وحدة أراضي بلدنا للتهديد، سنستخدم بالتأكيد كافة الوسائل المتاحة لحماية روسيا وشعبها»، مؤكدا أن كلامه «ليس هراء».
وفي تفاصيل ما أعلنه بوتين فذلك يعني أنه سيتم استدعاء 300 ألف جندي من قوات الاحتياط على مدى أشهر بدلا من استدعاء كامل يعتمد على قوة احتياطية هائلة يبلغ قوامها 25 مليونا على حد قول وزير الدفاع الروسي.
وتشهد الأزمة الروسية الأوكرانية تطورات دراماتيكية مُتسارعة ترافقها عقوبات اقتصادية متتالية ودعوات دولية لضبط النفس مع ما يحمله المشهد من مخاوف نووية وتهديدات بدخول العالم في سيناريو حرب عالمية ثالثة ستكون في هذه المرة أشدّ وطأة وقسوة على البشرية من الحروب السابقة. وقد بدأت التهديدات النووية بـوضع قوى الردع للجيش الروسي في حالة استنفار للمعركة، حيث أعلنت موسكو في بداية عن وضع أسطولها النووي على أهبة الاستعداد أمام أية إمكانية لتدخل عسكري لمواجهة قواتها في أوكرانيا، وكان إعلان بوتين عن التعبئة الجزئية القطرة التي أفاضت الكأس وزادت المخاوف الدولية من إمكانية اندلاع حرب ضروس وقودها الأسلحة النووية.
وتأتي تصريحات بوتين بعد يوم من إعلان عدة مناطق تسيطر عليها موسكو شرق وجنوب أوكرانيا، إجراء استفتاء للانضمام إلى الاتحاد الروسي مما يهدّد بتفجر الوضع وفقدان السيطرة على الأمور .
مخاوف من حرب نووية
ويرى مراقبون أنّ أسباب ما يحصل على جبهة الحرب الروسية الأوكرانية يعود إلى أزمات سياسية وأخرى اقتصادية كانت نتيجة لنزاعات داخلية وخارجية تتعلق بنظام الحكم في كييف والتحالفات الدولية الداعمة للنظام الحاكم هناك. ولعلّ الشرارة التي زادت من فرص اندلاع حرب عالمية هي الدعم الغربي القوي لأوكرانيا وتزويدها بمزيد من الأسلحة ، ولعلّ السبب الأهم الذي استند إليه بوتين كذريعة للهجوم العسكري ضدّ أوكرانيا ما قالت موسكو أنه ‘’خطر نووي داهم يهدّد أمنها واستقرارها’’
ووفق مراقبين -إلى جانب خشية روسيا من انضمام أوكرانيا إلى دول الإتحاد الأوروبي- زادت تصريحات أوكرانية حول النووي من هلع موسكو من تداعيات تزايد قدرات ماوصفها بوتين بـ’’أوكرانيا الحديثة’’ في المجال النووي على أمنها واستقرارها . وربط متابعون للشأن الدولي مخاوف موسكو بتصريحات صدرت عن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشكل غير مباشر ألمح فيها إلى ‘’احتمال عودة بلاده لحيازة أسلحة نووية عبر الانسحاب من مذكرة بودابست في حال لم يتم ضمان أمن بلاده’’..
مواقف منددة
وقد أثارت التطورات الأخيرة مخاوف دولية متنامية رافقتها رافقتها ردود أفعال مستنكرة ، حيث قال روبرت هابيك نائب المستشار الألماني، إن التعبئة الجزئية الروسية «تصعيد جديد» للصراع في أوكرانيا، وفق صحيفة الغارديان البريطانية.ووصف هابيك التعبئة الروسية بأنها «خطوة سيئة وخاطئة»، مشيرا إلى أن ألمانيا «تدرس حاليا كيفية الرد» على هذه التطورات.
من جانبه، قال رئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا، إن التعبئة التي أعلنها بوتين «محاولة لتأجيج الحرب الروسية في أوكرانيا، ودليل على أن روسيا هي المعتدي الوحيد».من ناحيتها، قالت سفيرة واشنطن لدى كييف بريدجيت برينك، إن روسيا «أظهرت الضعف بإعلانها التعبئة الجزئية والاستفتاء في المناطق الأوكرانية التي تسيطر عليها».
من جهته صرح الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، بأنه لا يستطيع تفسير تصرفات نظيره الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا، وفقا لما ذكرته قناة روسيا اليوم الروسية.ويعرف عن ماكرون أنه أجرى محادثات عديدة ومطوّلة مع بوتين، وهي لم تتوقف مع بدء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
بدوره، قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس، إن «عدم وفاء الرئيس بوتين بوعده عدم التعبئة والضم غير الشرعي لأجزاء من أوكرانيا دليل على فشل غزوه».وفي السياق ذاته، اتهم بوتين الغرب بالضلوع في «ابتزاز نووي»، مشيرا إلى تصريحات كبار ممثلي دول حلف شمال الأطلسي «الناتو» حول «إمكانية استخدام أسلحة الدمار الشامل النووية ضد روسيا».
كما قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، إن «الكرملين أعلن عن التعبئة في اليوم العالمي للسلام، بينما تعمل الدول في الجمعية العامة للأمم المتحدة لتحقيق التعاون والأمن والازدهار».وأضاف في تغريدة: «في الحرب الأوكرانية، روسيا هي المعتدي الوحيد، وأوكرانيا هي المعتدى عليه»، وشدد أن دعم الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا «سيبقى ثابتا».
ونقلت صحيفة الغارديان تصريحات لمتحدث الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، بيتر ستانو، قال فيها إنّ بوتين «يخوض رهانا خطيرا باستخدامه الأسلحة النووية كجزء من ترسانته الإرهابية’’.وأضاف: «يجب علينا إيقاف سلوكه المتهور»، وأكد أن الاستفتاء المزمع إجراؤه في المناطق المذكورة للانضمام إلى روسيا «لن يتم الاعتراف به».
وطالب الوزراء المشاركون في الجلسة الوزارية رفيعة المستوى بمجلس الأمن الدولي، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوقف الحرب في أوكرانيا واتهموه «بالانتهاك الصارخ» لميثاق الأمم المتحدة.جاء ذلك خلال الجلسة الوزارية التي حملت عنوان «مكافحة الإفلات من العقاب في أوكرانيا» بمشاركة الدول الأعضاء بالمجلس (15 دولة).

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115