بين لبنان وسلطات الاحتلال «الإسرائيلي»: ملف ترسيم الحدود واحتمالات التصعيد العسكري

نقل الوسيط الأمريكي اموس هوكشتاين رفض الجانب ‘’الإسرائيلي’’ لمقترح لبناني حول الملف المثير للجدل المتعلق بترسيم الحدود وذلك وسط مخاوف

من عدم حسم هذا الخلاف الدائر منذ عقود بين الجانبين وإمكانية تفجّر الوضع في المنطقة التي تبقى احتمالات حدوث تصعيد عسكري فيها مفتوحة وواردة وفق مراقبين خصوصا في ظلّ التهديدات المتبادلة بين الطرفين.
ووفق ما أفادت به صحيفة «النشرة» اللبنانية فإن «إسرائيل» رفضت الاقتراح اللبناني لترسيم الحدود البحرية بين البلدين.وقال نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس بو صعب أنّ الوقت أمام المفاوضات الحدودية الجنوبية ليس مفتوحاً إلى ما لا نهاية له ويجب أن تنتهي الأمور قبل شهر سبتمبر المقبل حفاظاً على الاستقرار.جاء ذلك خلال مباحثات عقدها الرئيس اللبناني ميشال عون مع بوصعب أمس تناولت «الأوضاع العامة في البلاد والتطورات السياسية الراهنة ومسار المفاوضات لترسيم الحدود البحرية الجنوبية»، حسب بيان للرئاسة اللبنانية.
وفي ظلّ إشتداد النزاع المتزايد بين الحكومة اللبنانية وسلطات الاحتلال حول ملف شائك عالق منذ سنوات بخصوص ترسيم الحدود، تتزايد المخاوف من صدام مرتقب بين الطرفين ،وذلك بسبب انسداد أفق المشاورات رغم الوساطة الأمريكية القائمة في محاولة لحل هذا النزاع الطويل الأمد.
وزادت حدة الخلافات مؤخرا بعد تعمد سلطات الإحتلال إرسال سفينة تعتزم بدء إنتاج الغاز لصالحها في المنطقة البحرية المتنازع عليها بين البلدين.وقد طالب لبنان بوساطة أمريكية لاستكمال مفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية مع «إسرائيل» والعمل على إنهائها في أسرع وقت ممكن، واصفا أي تنقيب تقوم به تل أبيب في المنطقة المتنازع عليها بالـعدواني.
تطورات داخلية
ويشهد لبنان هذه الآونة انقساما حادا بسبب المفاوضات بين السلطات والجانب «الإسرائيلي» حول ترسيم الحدود البحرية بين البلدين،وذلك بالتزامن مع الأزمة السياسية والإجتماعية والإقتصادية الحادة التي يمر بها بلد الأرز منذ عقود والتي زادتها المحاولات الصعبة لتشكيل الحكومة تعقيدا وضبابية .وكان انطلاق المباحثات بين لبنان و’’اسرائيل’’ مؤخرا حول ترسيم الحدود البحرية بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، وزادت من حدة الاضطرابات في الشارع السياسي اللبناني خاصة وقد زاد المشهد الداخلي زاد تعقيدا عقب الانفجار المريع الذي هز مرفأ العاصمة بيروت وما تبعه من انقسام حول المناصب الوزارية وصعوبة تشكيل الحكومة.
وجاء ملف ترسيم الحدود البحرية والبرية بين لبنان و’’إسرائيل’’ ليثير مجددا ردود أفعال محلية وخارجية متباينة بين من اعتبر الخطوة متوقعة، فيما اعتبرها البعض الآخر تمهيدا للتطبيع رسميا مع الكيان الصهيوني على غرار الدول الخليجية ممثلة في الإمارات العربية المتحدة ومن بعدها البحرين.
هذا ويعاني لبنان منذ عقود من حالة من الركود السياسي والإقتصادي رغم تعاقب الحكومات عليه ، وزادت من ذلك حدة الفراغ الذي تعانيه مؤسسات الدولة منذ حادثة الانفجار المريع الذي هز مرفأ العاصمة بيروت وماخلفه من خسائر مادية ومعنوية كارثية.ويعيش الشارع السياسي اللبناني حراكا غير مسبوق وسعيا حثيثا لتشكيل حكومة جديدة ترافقها موجة من الانتقادات والاحتجاجات التي طالبت بحلول للوضع الإقتصادي والإجتماعي الكارثي.
فإلى جانب الوضع المالي الصعب ومخلفات انفجار مرفإ بيروت المروع يواجه لبنان توتر شعبيا رافقته احتجاجات اجتماعية غاضبة زادت من تفجر المشهد الداخلي وسط اتهامات من الشارع الغاضب للطبقة السياسية بالفساد والمحسوبية، وسط مطالب بضرورة إرساء حكومة تلبي احتياجات الشعب دون خلفيات طائفية أو دينية وهو ما يعتبر صعبا في ظل طبيعة التعدد السياسي الغالب في لبنان من مختلف الطوائف والديانات وفي ظل واقع إقليمي تحكمه الاستقطابات السياسية الحادة مما يجعل بقاء لبنان محايدا أمرا صعب الحدوث.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115