الكاتب الفلسطيني نهاد أبو غوش مدير مركز «المسار» للدراسات لـ«المغرب»: «العدوان الإسرائيلي الجديد على قطاع غزة عدوان غادر ومدروس»

• «هذا العدوان يستند إلى خلفيات سياسية وأمنية وعسكرية»

قال الكاتب الفلسطيني نهاد ابو غوش مدير مركز «المسار» للدراسات لـ«المغرب» أنّ العدوان الإسرائيلي الجديد على قطاع غزة عدوان غادر ومُبيّت، لأنه جاء في وقت كان فيه الوسيط المصري ينتظر إجابات المقاومة حول محاولاته لتثبيت التهدئة، وتمّ الإستعداد له لأن أجهزة الاحتلال الإسرائيلية كانت تنتظر منذ وقت طويل لحظة تشخيص مكان تواجد الشهيد تيسير الجعبري.
وتابع محدثنا أنّ سلطات الاحتلال تريد معركة محدودة ولا تريد توسيعها إلى حرب مفتوحة لأن ذلك أمر لا يمكن التحكم بنتائجه، كما يمكن أن يغضب أمريكا وحلفاءها لأن فتح جبهة حرب سوف يشوش على جهود الولايات المتحدة ضد روسيا والصين، كما أنه سوف يحرج أنظمة التطبيع العربية، ويستنهض قوى مناصرة فلسطين خصوصا أن أي حرب سوف توقع مزيدا من الضحايا في صفوف المدنيين.
• لو تقدمون لنا قراءتكم للعدوان الحالي الذي تشنه قوات الاحتلال في قطاع غزة ؟
العدوان الإسرائيلي الجديد على قطاع غزة عدوان غادر ومُبيّت، غادر لأن توقيته وقع في اللحظة التي كان فيها الوسيط المصري ينتظر إجابات المقاومة حول محاولاته لتثبيت التهدئة، ومبيّت بحسب ما كشفت عنه مصادر متعددة بأن أجهزة الإحتلال الإسرائيلية كانت تنتظر منذ وقت طويل لحظة تشخيص مكان تواجد الشهيد تيسير الجعبري الذي وضع اسمه على رأس قائمة «بنك الأهداف» الدموية، منذ أن تولى مهماه القيادية خلفا للشهيد بهاء أبو العطا في نوفمبر 2019. كما يستند هذا العدوان إلى خلفيات سياسية وأمنية وعسكرية معروفة على نطاق واسع، فمن المعروف أن أي رئيس وزراء في كيان «إسرائيل»، بل وكل طامح في الزعامة يرغب في إثبات أهليته وجدارته العسكرية في القيادة ، هذا جرى مع جميع الرؤساء السابقين دون استثناء، حيث كان كل منهم يريد أن يزين سجله القيادي بتجربة عسكرية على حساب دماء الفلسطينيين وأحيانا على حساب دماء اللبنانيين كما فعل شمعون بيريز في مجزرة قانا عام 1996، وايهود اولمرت في حرب تموز 2006، وقبلهم مناحيم بيغين حين قصف المفاعل النووي العراقي في تموز 1981 ، الآن يقف رئيس الوزراء يائير لابيد الذي جاءت به الصدفة لهذا الموقع أمام اختبار يشبه (عماد الدم) وهو شخص ذو خلفية مدنية، وما يعزز هذا المنحى أن لدى قيادة جيش الإحتلال «الإسرائيلي» حسابات مشابهة على خلفية أخرى، وهي أن الجيش لم يصفّ حساباته كما يريد مع المقاومة في معركة سيف القدس، حيث أدى سقوط مئات الضحايا المدنيين الفلسطينيين ووحدة الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده (بما في ذلك في الداخل المحتل عام 1948) وحملات التضامن الدولية وإدانة جرائم «إسرائيل» كل ذلك أسهم في وقف الحرب قبل أن تتمكن من تدمير أسلحة المقاومة كما خططت.
• ما الذي تريده سلطات الإحتلال من هذا العدوان ضدّ قطاع غزة؟
وهي الآن تحاول الانفراد بحركة الجهاد الإسلامي والإيحاء بأن هذه الحركة وحدها هي المقصودة، مع أن القصف كان لشقة سكنية في برج سكني وامتد ليشمل مواقع وأهدافا فلسطينية متعددة في مدن غزة ورفح وخانيونس وأوقع عددا من الشهداء المدنيين بينهم الطفلة آلاء قدوم (5 سنوات).
لا يمكن فصل هذا العدوان عن سلسلة الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة في الضفة بما فيها القدس والتي شملت سلسلة من الاقتحامات وعمليات الاغتيال في مدينتي نابلس وجنين واعتقال القائد الوطني البارز الشيخ بسام الشعبي بطريقة وحشية حيث جرى سحله لعشرات الأمتار، في كل هذه العمليات تسعى سلطات الاحتلال لإخضاع الشعب الفلسطيني ومشاغلته بقضاياه المعيشية اليومية، وابتزازه بالمسائل الحياتية مقابل مطالبته بتقديم تنازلات في المسائل السياسية الجوهرية، كما تسعى إلى شق الشعب الفلسطيني بالفصل بين حركة الجهاد وباقي فصائل المقاومة من جهة، وبين غزة والضفة من جهة أخرى، وضمن سياسة «العصا والجزرة» التي أعلنها رئيس الوزراء السابق بينيت توحي بأنها تعاقب المقاومة في غزة وجنين، وتكافئ السلطة بتسهيلات اقتصادية.
• كيف ترون المشهد في الأيام المقبلة ..هل يمكن الحديث عن تصعيد مرتقب؟
من المؤكد أنه لا يوجد اي تكافؤ عسكري بين المقاومة بأسلحتها المحلية البدائية و«إسرائيل» بترسانتها العسكرية الهائلة، لكن معادلة المعركة تتلخص في محدودية قدرة الآلة العسكرية الإسرائيلية على فرض تنازلات سياسية على الفلسطينيين، وتمتع الفلسطينيين بإرادة القتال والصمود ورفض الاستسلام والاستعداد للتضحية.
«إسرائيل» تريد معركة محدودة ولا تريد توسيعها إلى حرب مفتوحة لأن ذلك أمر لا يمكن التحكم بنتائجه، كما يمكن ان يغضب أمريكا وحلفاءها لأن فتح جبهة حرب سوف يشوش على جهود الولايات المتحدة ضد روسيا والصين، كما أنه سوف يحرج أنظمة التطبيع العربية، ويستنهض قوى مناصرة لفلسطين خصوصا أن اي حرب كهذه سوف توقع مزيدا من الضحايا في صفوف المدنيين، وإطالة أمد المعركة سوف يعيد توحيد الفلسطينيين وهذا أمر لا ترغب فيه قطعيا ذلك ان قوتها تكمن في القدرة على القتل والتدمير بينما قوة الفلسطينيين تكمن في وحدتهم وقدرتهم على الصمود ونقل المواجهة إلى الساحات والمنابر العالمية فضلا عن تطوير كل أشكال المقاومة في الأراضي المحتلة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115