حراك شعبي وانقسام سياسي وتدخل تركي: العراق وتحديات الداخل والخارج

يعيش العراق على وقع أزمة سياسية خانقة على خلفية معارضة التيار الصدري ترشيح محمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة المقبلة.

وشهدت المنطقة الخضراء إجراءات امنية مشددة بعد ان حاول مئات المحتجين اول امس من انصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اقتحام البرلمان . في حين أعلن السوداني المرشح عن «الإطار التنسيقي» تمسكه بترشيحه وتشكيل الحكومة.
يأتي ذلك فيما تواجه بلاد الرافدين استحقاقات بالجملة داخليا وخارجيا لعل أهمها الأزمة مع انقرة والتدخل التركي على أراضيها إضافة الى تشكيل حكومة وطنية وخطر خلايا داعش النائمة وغيرها من التحديات الجسيمة .
تشديد أمني
ووفق وسائل إعلام محلية فإن القوات الأمنية أغلقت 5 جسورا على نهر دجلة تربط جانبي بغداد، الكرخ والرصافة، مع تشديد الإجراءات الأمنية داخل المنطقة الخضراء وفي محيطها وإغلاق البوابة المؤدية إلى مجلس القضاء الأعلى بالكتل الخراسانية.
كما عززت القوات الأمنية تواجدها في جميع مداخل المنطقة الخضراء فضلا عن نشر قوات من مختلف الصنوف في الشوارع والمساحات والجسور الرئيسية الرابطة بين جانبي بغداد، حسب ما نقلته وكالات الأنباء الغربية .
ويبدو ان الساعات القادمة ستكون حبلى بالأحداث في العراق بعد دعوة التيار الصدري لأنصاره الى التحشيد لتظاهرات جديدة بالتزامن مع جلسة مرتقبة لمجلس النواب. كما دعا «الإطار التنسيقي» الشيعي، «القوى الكردية لعقد المزيد من الحوارات الجادة بغية الوصول إلى اتفاق على مرشح لرئاسة الجمهورية».وأكد في بيان، أن «الإطار يؤكد رغبته في أن تكون جميع القوى الوطنية منسجمة في الموقف إزاء استكمال الاستحقاقات الدستورية قُبيل انعقاد جلسة البرلمان المخصصة لانتخاب رئيس الجمهورية».
اخطار داخلية وخارجية
وقال الباحث والناشط الحقوقي العراقي قاسم آل جابر لـ«المغرب» ان هذه الاحتجاجات تعبير عن الانقسام الحاد في الشارع العراقي وان الحل في حكومة وطنية تعبّر عن تطلعات العراقيين وخاصة الشباب الباحث عن الامن بعيدا عن الطائفية وصفقاتها . أما بشان العملية التركية الأخيرة على الأرض العراقية وتبعاتها أجاب محدثنا:«العدوان التركي على العراق مستمر منذ أكثر من عشرين عاما وذلك بسبب الوضع العراقي الأمني والسياسي غير المستقر بالإضافة إلى رغبة تركيا في التمدد على حساب العراق واحتلال جزء من أراضية بحجة قتال قوات الـ «بي كي كي» التي تتخذ من الأراضي العراقية مقرا لها بعد دفعها إلى شمال العراق بسبب المعارك المستمرة بينها وبين الجيش التركي». وأضاف :«رغم ذلك لا يوجد مبرر لقصف المدنيين الامنين بشكل وحشي ودموي وكان على تركيا ان تكون اكثر جدية بالتعامل مع وضع أكراد تركيا في العراق والالتزام بالقوانين الدولية واحترام سيادة العراق الا انها تجاوزت كل الخطوط وقامت بفعلها الإجرامي ضد مدنيين عزل».
وأكد محدثنا ان الحكومة العراقية قامت بإعداد ملف كامل عن الإنتهاكات التركية وقدمته لمجلس الأمن الدولي والجامعة العربية ومنظمة العمل الإسلامي. كما طالب العراق الجانب التركي عن التوقف من انتهاك سيادة العراق كما اتخذ العراق بعض الخطوات الاقتصادية ضد تركيا.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115