بعد أحداث العنف الأخيرة التي شهدتها العاصمة طرابلس ومصراتة والصدامات المسلحة بين المجموعات الموالية لحكومة الوحدة الوطنية، وتلك الداعمة للحكومة المكلفة من مجلس النواب والتي راح ضحيتها العشرات بين قتلى وجرى إضافة الى غلق الطريق الساحلي ثم إعادة فتحه في مرحلة لاحقة.. أكد ضرورة إيجاد حكومة موحدة جامعة لإجراء الانتخابات في ليبيا. وقد حذر مندوب روسيا من استغلال الاحتجاجات الاجتماعية سياسيا..
وشددت مندوبة المملكة المتحدة لدى مجلس الأمن الدولي على أهمية تحييد المؤسسة الوطنية للنفط، إلى ذلك رحب مندوب الصين بالتقدم المسجل بالمسار الدستوري من خلال حوارات القاهرة بمشاركة ممثلين عن مجلس النواب ومجلس الدولة وفريق مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار. ولفت مندوب الصين لدى مجلس الأمن الدولي في جلسة الاثنين إلى مخاوف بلاده بسبب التصعيد الأخير ، مؤكدا على أهمية أن يحافظ الفرقاء على استقرار بلادهم و البناء على المكاسب المنجزة بالمسار الدستوري وسريان اتفاق وقف إطلاق النار لبلوغ الانتخابات.
وكان اغلب من اخذوا الكلمة بجلسة مجلس الأمن حول ليبيا طالبوا بوضع حد لتنافس الحكومتين القائمتين وتشكيل حكومة موحدة لإجراء الانتخابات ووقف التصعيد فورا حفاظا على استقرار ليبيا كذلك أهمية تعيين مبعوث أممي جديد لدى ليبيا .
التزام وشكوك
محليا ترأّس رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة في طرابلس اجتماعا ضم عمداء بلديات المنطقة الغربية حيث جدد التزامه بإجراء الانتخابات مشترطا مجددا تسليم الأعمال إلى حكومة منتخبة ..اجتماع جاء ردا على اجتماع اشرف عليه منافسه فتحي باشاغا احتضنته مدينة الزاوية بحضور مكونات المجتمع المدني بمنطقة الزاوية .
عسكريا كشفت مصادر خاصة بـ«المغرب» عن وجود تحركات لمجموعات مسلحة تابعة للواء أسامة الجويلي في الضواحي الغربية للعاصمة طرابلس ،وأشارت المصادر إلى أنّ تلك المجموعات بصدد جس نبض المليشيات الموالية لحكومة الدبيبة من خلال القيام بأعمال استفزازية ومعرفة مستوى جاهزية تلك المليشيات لحرب جديدة في طرابلس يتم التخطيط لها لدخول حكومة باشاغا للعاصمة و حسم الصراع مع حكومة الدبيبة.
تحرك قوات الجويلي في طرابلس اقترن باجتماع فتحي باشاغا في مصراتة مع عدد من الكتائب مثل الحلبوص والمحجوب و166 وكتيبة حطين .. أما المشهد الراهن في طرابلس فيؤشر إلى قرب انفجار الوضع الأمني والعسكري وتصميم باشاغا على حسم الموقف لصالحه..
واشنطن تطالب بتغليب مصلحة البلاد
من جهتها طالبت واشنطن، الزعماء الليبيين بضرورة «وضع المصالح الشخصية جانبا، وتنفيذ خطة تؤدي إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة في بلدهم».جاء ذلك خلال جلسة مجلس الأمن الدولي بالمقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك، حول آخر مستجدات الأزمة الليبية.
وفي كلمته خلال الجلسة، قال نائب المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، السفير جيفري ديلورينتيس: «من المؤسف أن رئيس مجلس النواب عقيلة صالح ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري لم يتمكنا من الاتفاق على شروط أهلية المرشحين للانتخابات الرئاسية».وأضاف: «لقد حان الوقت لزعماء ليبيا كي يضعوا المصالح الشخصية جانبا، وتنفيذ خطة تنتهي بإجراء انتخابات حرة ونزيهة، بما يتماشى مع خارطة الطريق التي وضعها منتدى الحوار السياسي الليبي».
وحذر السفير الأمريكي من أن «يؤدي التأخير في إجراء الانتخابات إلى مناورات سياسية وسوء تقدير يمكن أن يزيد التوتر ويؤدي إلى العنف ويلحق الضرر بالشعب الليبي الذي يطالب بفرصة اختيار قيادة تحكم بشفافية».ودعا ديلورينتيس، مجلس الأمن إلى ضرورة تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لمدة عام.
وفي 29 أفريل الماضي، اعتمد مجلس الأمن قرارا بتمديد تفويض بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (أونسميل)، لمدة 3 أشهر، حتى نهاية الشهر الجاري.وجراء خلافات بين المؤسسات الرسمية الليبية، لا سيما بشأن قانون الانتخاب، تعذّر إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية عام 2021، ضمن خطة ترعاها الأمم المتحدة لإنهاء النزاع في البلد الغني بالنفط.
وتعاني ليبيا من أزمات اقتصادية وأمنية، حيث تصاعدت حدة الأزمة السياسية بمنح مجلس النواب الثقة لحكومة فتحي باشاغا في مطلع مارس الماضي.
«قوى دولية « تعطل إجراء الانتخابات
في الأثناء قال مندوب ليبيا الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير طاهر السني، إن «قوى دولية بعينها تقف وراء تعطيل إجراء الانتخابات في بلاده»، دون أن يحددها.جاء ذلك في جلسة مجلس الأمن الدولي المنعقدة حاليا بالمقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك حول أخر مستجدات الأزمة الليبية.
وقال السفير الليبي في كلمته خلال الجلسة «يعاني اقتصاد ليبيا حاليا من تداعيات التدخل الدولي وعدم التوصل إلى حلول سياسية شاملة.. ومحاولات وضع حلول تلفيقية وغير واقعية» للأزمة السياسية.وأضاف إن «الحل يكمن ببساطة في دعم إرادة الليبيين في قيام دولة مستقرة وفي دستور يحدد نظامها السياسي والإقتصادي وإدارة موارد البلاد وتوزيعها بما يحافظ على هيبة الدولة وسيادتها’’. وتابع: «رغم علمنا بأن هناك قوي دولية بعينها تخشى فكرة إجراء الانتخابات في ليبيا بسبب عدم ضمان نتائجها، مما لا يخدم مصالحها الضيقة».
وأعرب السفر الليبي عن أسفه لأن «اهتمام المجتمع الدولي ببلادي ينصب فقط على 3 ملفات: أولها استمرار تدفق النفط، ومنع الهجرة لأوروبا، ومكافحة الإرهاب، وغير ذلك مما يحدث في ليبيا لا يهم .. هذا شيء مؤسف للغاية».وزاد «الحل للأزمة في ليبيا لن يأتي إلا من خلال وقف التدخل الخارجي في شؤوننا من قبل عدة دول ،وأجراء انتخابات حرة ونزيهة تشمل الجميع دون إقصاء وتضمن الحد الأدنى من التوافق الوطني’’.
وجراء خلافات بين المؤسسات الرسمية الليبية، لا سيما بشأن قانون الانتخاب، تعذّر إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية عام 2021، ضمن خطة ترعاها الأمم المتحدة لإنهاء النزاع في البلد الغني بالنفط.
ليبيا: فرنسا تدعو لتشكيل حكومة موحدة لإجراء الانتخابات
- بقلم مصطفى الجريء
- 11:02 27/07/2022
- 598 عدد المشاهدات
شدد مندوب فرنسا لدى مجلس الأمن الدولي نيكولاس دي ريفيير على أنّ الوضع الراهن في ليبيا يشير إلى مخاطر كبيرة